حكمة قائد وأصالة وطن

كل عام وأنتم في حفظ الله ورعايته، انطلق العام الجامعي الجديد 1442هـ وسط إجراءات احترازية اتخذتها الدولة - وفقها الله - لمواجهة جائحة كورونا «كوفيد-19» وتداعياته التي شملت كثيراً من مناحي الحياة، بما يضمن حماية مكتسبات الوطن البشرية والمادية، والاستمرار في تنفيذ رؤية المملكة 2030، وفق محاورها الثلاثة «مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح».
منذ بداية هذه الأزمة شاهدنا بأم أعيننا كيف ارتبكت كثير من دول العالم، وبات جليًا ما تعانيه من نقص شديد في كثير من ضروريات الحياة، وتضاعفت أعداد المرضى والوفيات والبطالة، وتحولت عدة مدن إلى مدن كوارث، وترنح الاقتصاد وسط أمواج هائجة كنتيجة طبيعية لتعطل عجلة العمل والإنتاج، واعتماد كل دولة على ما لديها من إمكانات تحاول من خلالها أن تعيد عجلة الحياة التي توقفت فجأة.
وسط تلك الأمواج العاتية رست المملكة العربية السعودية على شاطئ الأمان - بفضل الله- ثم بفضل حكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين؛ حيث نفذت الدولة استراتيجية مواجهة شاملة للتعامل مع هذه الأزمة شملت إجراءات صحية، وأمنية، وعلمية، واقتصادية، وتعليمية، وإنسانية، وكشفت هذه الاستراتيجية عن حكمة المملكة، وما تتمتع به من نظرة مستقبلية بعيدة المدى لما سوف تصير إليه كثير من الأمور، والأهم من هذا أنها كشفت عن المعدن النفيس لهذا الوطن، ومدى التقدير للإنسان والإنسانية.
فمنذ بداية الإعلان عن جائحة كورونا المستجد «كوفيد-19» أعلن خادم الحرمين الشريفين أن صحة الإنسان وكرامته أولاً، وأن الدولة لا تألو جهدًا في الحفاظ عليها، مهما كانت التكاليف والآثار المادية، ورسخت مملكة الإنسانية ديمومتها في المساواة بين جميع المواطنين والمقيمين في الحقوق والواجبات، والحصول على الرعاية الصحية المجانية، بل إن المملكة شملت برعايتها حتى المقيمين المخالفين لأنظمة الاقامة، فهل وجدنا مثل هذا النموذج في دول العالم!
ولم تقتصر أيادي الخير التي مدتها المملكة لكل من يعيش على أرضها فقط، بل سارعت لتقدم العون والمساندة لكثير من دول العالم، ورسمت المملكة بإدارتها الحكيمة لهذه الأزمة وتداعياتها نموذجًا يحتذى به في إدارة الأزمات سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي.
إنني أعتقد ومن خلال متابعتي للأحداث العالمية خاصة ذات الصلة بجائحة كورونا المستجد أننا جميعاً محسودون على ما ننعم به من أمن وأمان، وما يقدمه هذا الوطن للحفاظ على كرامة الإنسان وإنسانيته، كما أننا نستشعر هذه التضحيات الكبيرة التي قدمتها الدولة، وندرك كيف تحمل اقتصاد الدولة الكثير للتخفيف من آثار هذه الجائحة، وجهودها لدعم حركة الاقتصاد وإعادة الإنعاش في عروقه.
إن كلمات الشكر لتعجز عن تقدير هذا الموقف الذي يزيد من إيماننا بأصالة هذا الوطن وحكمة قائده.
د. طه عمر
أستاذ مساعد
مستشار إعلامي لوكالة الجامعة للتخطيط والتطوير

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA