نافذة

عام مختلف .. ونجاح مستمر
د. حسين بن سعيد القحطاني

استأنفت جامعة الملك سعود فتح أبوابها لعام دراسي جديد في ظل ظروف استثنائية وغير مسبوقة يمر بها العالم أجمع منذ انتشار جائحة كورونا «كوفيد - 19» قبل بضعة أشهر.
وبينما استعدت جامعات عالمية وعربية لفتح أبوابها وفصولها الدراسية بالكامل، وقررت جامعات أخرى الاستمرار في إغلاق قاعات الدراسة والتركيز على التعليم عن بعد؛ اختارت وزارة التعليم أن تكون الدراسة في الجامعات السعودية «عن بُعد» للمقررات النظرية وحضوريا للمقررات العملية والتدريبية، وفق ترتيبات تضمن المواءمة بين أفضل أساليب التحصيل العلمي مع تطبيق الاحترازات الصحية الكفيلة بسلامة الجميع بإذن الله.
في ظل هذه الظروف؛ سيشهد قطاع التعليم تحديات كبيرة، وأساليب جديدة ستعمل – رغم صعوبتها- على إتاحة الفرصة للتعليم بشكل عام، وللجامعات بشكل خاص لإعادة تقييم أساليبها التعليمية وتحديث طريقتها التقليدية ومواكبة التطور والتجديد في عالم التكنولوجيا المرتبط بالتعليم.
ولأن بعض الفرص تولد من رحم الأزمات؛ فإن المتوقع أن تعمل هذه المرحلة على تشكيل واقع جديد في التعليم يؤسس لمستقبل يستفيد من الإمكانات التقنية الحديثة لتطوير التعليم عن بعد، والتوسع فيه، والتغلب من خلاله على ظروف الزمان والمكان.
هذه التجربة الجديدة ستضيف عبئاً جديداً على الطالب والأستاذ والأسرة لتحقيق أكبر قدر ممكن من التعاون والتفاعل والاستجابة، واستغلال جميع الإمكانات المتاحة والمبتكرة عبر المنصات الافتراضية ووسائل التعليم عبر الإنترنت، خصوصا وأن المنصة الافتراضية للتعليم في المملكة تعد من أكبر المنصات العالمية الافتراضية.
إن جائحة كورونا تمثل فرصة للجامعات لتقديم خدماتها الأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع من خلال ثورة تكنولوجية مبتكرة، تمزج بين استغلال الإمكانات البشرية التي حظيت بها، والموارد والأدوات التكنولوجية المتاحة لها، لتعزيز كفاءة التعليم الجامعي وتطوير مخرجاته في كافة التخصصات.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA