الاختبار الجزيئي هو الأمثل والمعتمد رسمياً للكشف عن فيروس كورونا المستجد

يمكن تقسيم أنواع الاختبارات المخبرية المعتمدة لتشخيص مرض «كوفيد-19» إلى قسمين:
أولاً: تشخيصي «diagnostic» يُظْهر ما إذا كان الشخص مصاباً بعدوى كورونا نشطة تستلزم أخذ التدابير اللازمة للحجر الصحي أو العزل المنزلي لفترة زمنية وفقاً للوائح والإرشادات المتبعة في وزارة الصحة.

جزيئي ومستضدات

يندرج تحت الاختبارات التشخيصية نوعان: الاختبار الجزيئي molecular واختبار المستضدات antigen، علاوة على اختبار مخبري تشخيصي مُستحدث أًحدث ثورة في عالم التشخيص يعتمد على أداة التعديل الجيني gene editing الشهيرة «كرسبر CRISPR».
ثانياً: اختبار الأجسام المضادة antibodies التي أنتجها الجهاز المناعي استجابة لهجوم فيروس سارس-كوف-2 بهدف دحر وتحييد الفيروس، وتستغرق عملية إنتاج هذه الأجسام المضادة من عدة أيام إلى أسابيع منذ حدوث بداية العدوى وتبقى في الدم لشهور قليلة تمتد لما بعد التعافي، ولهذا السبب تحديداً لا يجب الاعتماد على هذا الاختبار في تشخيص عدوى كورونا النشطة.

* الاختبار الجزيئي «Molecular test»:

يُعرف أيضاً بالاختبار الفيروسي أو اختبار إكثار الحمض النووي، أو تفاعل البوليميريز المتسلسل للنسخ العكسي، ويعد الاختبار الجزيئي هو الأمثل والمعتمد رسمياً كمعيار ذهبي مرجعي للكشف عن فيروس كورونا المستجد، ولذا يُوَظَّف بصورة رئيسية في تدابير احتواء العدوى وعزل المصابين لتوفير العلاج المناسب لهم مبكراً، وتتبع الحالات المخالطة لمرضى يُحْتمل ان يكونوا قد نَقلوا العدوى إليهم.
ويمكن أيضاً من خلاله التعرف على حالات الإصابة بالعدوي اللاَّعَرَضِيَّة، أي المرضى الذين لا يظهرون أية علامات أو أعراض للمرض. ويكشف هذا الاختبار عن المادة الوراثية للفيروس باستخدام تقنية الـ RT-PCR. ويتم الكشف عن وجود جينوم الفيروس المتمثل في الحمض النووي الريبوزي (الرنا) والتعرف عليه في عينة من مسحة أنفية أو حلقية أو من اللعاب.
ويمكن أخذ العينة في مختبر أو في المستشفى أو في مواقع اختبار عبر نقاط أقيمت في مواقف السيارات حيث لا يضطر الشخص للخروج من سيارته، وفقاً لما هو مُتَّبع في وزارة الصحة من خلال حجز موعد مسبق من خلال تطبيق «صحتي» للفحص الموسع.
يلي جمع العينة تنفيذ عملية فصل وتنقية جينوم الفيروس باستخدام طواقم استخلاص متخصصة، ومن ثم تبدأ عملية التشخيص من خلال تنفيذ تفاعل الـ RT-PCR والذي يتم علي مرحلتين متتاليتين مدمجتين تجمع أولاً بين النسخ العكسي للرنا الفيروسي إلى دَنَا مُكَمِّلْcDNA (تفاعل الـ RT) وثانياً الإكثار لمواضع جينية مستهدفة محددة في جزيئات الدنا المُكَمِّلْ مثل لِلْجِينِ الْمُشَفِّرِ لِبُرُوتِينِ القُفَيْصَةُ المُنَوَّاة nucleocapsid (N) باستخدام تفاعل البوليميريز المتسلسسل «PCR».
وتتم عملية الإكثار في جهاز التدوير الحراري حيث تُعَرَّض المتفاعلات لبرنامج حراري مُتكرر الدورات من تسخين وتبريد تؤدي إلى تضخيم الجين المستهدف بصورة أسِّية ملايين المرات في غضون 2-3 ساعات.

* مزاياه:
تتميز هذه التقنية المتطورة بالحساسية والتخصصية العاليتين اللتين تقاربان 100%، إضافة للسرعة في الأداء منذ الحصول على العينة إلى إعلان النتيجة إذا ما تم الاختبار في المنشأة بنفس موقع جمع العينة.

* عيوبه:
- التكلفة العالية نسبياً، قد تصل إلى 100 دولار للعينة.
- يتطلب توفر جهاز تدوير حراري thermal cycler لذا لايمكن تنفيذه إلا في المشافي والعيادات المصرح لها ذات الجاهزية العالية التعقيد High-complexity clinical laboratory.
- يتطلب أيدي مدربة لتجنب التشخيص الخاطئ والنتائج السلبية المرتبطة بقلة حساسية المسحات الأنفية والحلقية.
- لا يمكنه التعرف على ما إذا كان الفيروس نشط أم لا فهو أمر يتطلب زراعة جسيمات الفيروس نفسه.
- لا يمكنه التعرف على الأشخاص الذين سبق وأن التقطوا العدوى وتعافوا بعد ذلك نظرا لاختفاء الحمض النووي للفيروس من عينات الأشخاص المصابين بعد فترة.

* اختبار المستضدات «Antigen test»:
يعتمد هذا الاختبار التشخيصي على الكشف عن بعض البروتينات التركيبية التي تشكل جزءًا من الفيروس المسبب لكوفيد- 19 مثل البروتينات المغلفة للفيروس وهي S و N، ويتم ذلك من خلال عمل مسحة أنفية أو حلقية للحصول على عينة سائلة، ويمكن أن تظهر نتائج اختبارات المستضدات خلال دقائق. ونظرًا لأن هذه الطريقة أسرع من الاختبارات الجزيئية وأقل تكلفة منها، فإن اختبارات المستضدات تعتبر أكثر تطويعاً لخدمة أغراض الفحص والمسح الشامل لأعداد كبيرة من الأشخاص بصورة تكرارية يومية، حيث تتوفر في صورة شرائح تشخيصية مشابهة لتلك في اختبار الحمل سهلة الاستعمال المنزلي home-side.

* مزاياه:
يمكنه التعرف بسهولة على المرضى الناقلين للعدوى في الطور الأولي الحاد للعدوى، على عكس الاختبار الجزيئي الذي يتميز بقدرته في تشخيص الأشخاص الذين تعرضوا للعدوى فقط، حيث وجد أن فترة نقل العدوى تنحصر في نافذة زمنية محدودة تتمثل في السبعة أيام الأولى من العدوى والتي تكون في الاغلب الأعم من الحالات اللا عرضية.
كما يعتبر هذا النوع من الاختبارات عالي الدقة حيث يتم التعرف المتخصص على بروتينات فيروس كورونا بدون تداخل أو تفاعل بيني مع فيروسات أخرى. كما أنه عالي الحساسية وسريع الأداء وعير مكلف اقتصاديا حيث تصل تكلفة تحليل العينة الواحدة حوالي 5 دولار.

* عيوبه:
حساسية منخفضة تتراوح ما بين 30 - 80% مقارنة بالاختبار المرجعي الجزيئي RT-PCR، ما ينطوي على حدوث نسبة عالية من النتائج السلبية الكاذبة خاصة في فترة ما بعد نافذة نقل العدوى.

د. مراد أبو السعود
أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية المشارك
كرسي أبحاث الوراثة الطبية والجزيئية
قسم علوم المختبرات الإكلينيكية
كلية العلوم الطبية التطبيقية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA