بروتين «إنترفيرون» مسار جديد لعلاج «كورونا»

دفعت واقعتان «غير تقليديتين» للإصابة بكوفيد-19 العلماء إلى إجراء بحث مكثف قد يكون شديد الأهمية في تحديد طرق مواجهة الوباء الذي يروع العالم منذ ديسمبر الماضي، تمثلت الواقعة الأولي في دخول شقيقين إلى مستشفى في هولندا من جراء إصابتهما «الشديدة» بـ»كوفيد-19» حيث كان الأطباء في حيرة من أمرهما بسبب حالتهما المتردية.

وحسب الأطباء فإن الشقيقين كانا يبلغان من العمر 31 عاما و29 عاما على التوالي، وكانا في المراحل الأولى من الإصابة، في حالة صحية جيدة دون مشكلات واضحة، لكن حالتهما تدهورت خلال أيام ولم يعد في استطاعتهما التنفس، ثم توفي أحدهما بشكل مأساوي.

وبعد أسبوعين، أدخل شقيقان آخران إلى مستشفى في هولندا، ورغم أنهما في العشرينيات من عمرهما إلا أن حالتهما تدهورت كثيرا بنفس الطريقة، وانتهت بوفاتهما، وأثارت تلك الحالات حيرة كبيرة، مما دفع الأطباء إلى استدعاء خبراء في علم الوراثة للتحقيق في الأمر.

وبحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ»، فقد اكتشف علماء الوراثة مسارا يفضي إلى الإصابة الخطيرة بالمرض الذي فتك بنحو مليون إنسان حتى الآن، ويقول هؤلاء إن التباينات الجينية والاختلافات الجنسية قد تؤدي إلى فقدان المناعة.

وذكر العلماء أن القاسم المشترك بين تلك الحالات هو نقص مادة تسمى «الإنترفيرون»، تساعد على تنظيم قدرة الجسم على الدفاع إزاء مسببات الأمراض الفيروسية.

و»الإنترفيون» بروتينات صغيرة ذات أنواع عدة تنتجها الخلايا اللمفاوية «T» المنشطة.

ويعزز هذا الكشف الجديد دلائل متزايدة في هذا المجال تفيد بأن قلة من مرضى «كوفيد-19» يصابون بحالة خطيرة، بسبب ضعف استجابة المناعة لديهم.

ونشرت دراستان في مجلة علمية تؤكد أن كميات الإنترفيرون غير الكافية، تمثل نقطة تحول خطيرة في عدوى كورونا.

ويقول الباحث في مركز أبحاث الأمراض المعدية بولاية كاليفورنيا الأميركية، شين كروتي: «يبدو أن لدى كورونا خدعة كبيرة، يستطيع عبرها تجنب استجابة نظام المناعة الأولية لفترة طويلة من الزمن، وخاصة تفادي استجابة مادة الإنترفيرون للفيروسات».

ويسلط هذا التطور الضوء على إمكانية علاج مرضى كورونا بناءً على بروتين الإنترفيرون، حيث تشمل العلاجات الحالية للحالات المستعصية خلايا ريمسيفير وبلازما النقاهة، وهي مكون من مكونات دم المرضى المتعافين قد تحتوي على عوامل مناعية مفيدة.

ويبدو أن استخدام الإنترفيرون أصبح مغريا في علاج مرضى كورونا، لأنه يبدو أكثر فعالية وخاصة في المراحل الأولى من الإصابة بالعدوى، عندما يكون من الممكن تجنب فشل الجهاز التنفسي الذي يهدد الحياة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA