في إطار جهود الجامعة لتحقيق رؤية 2030 فقد نجحت محطة الأبحاث والتجارب الزراعية بديراب في زراعة محصول الكينوا.
يذكر أن نبات الكينوا «Quinoa» نشأت في جبال أمريكا الجنوبية ولديها مقاومة عالية للإجهادات اللاحيوية وأن هذه النباتات لديها إمكانيات جينية كبيرة تسمح بتكيفها ونموها في أكثر الظروف البيئية صعوبة، حيث يمكن زراعتها في المناطق التي لا تزرع فيها المحاصيل التقليدية الأخرى.
وتنتمي الكينوا إلى العائلة الرمرامية «Amaranthaceae» التي ينتمي إليها اكثر من 44% من المحاصيل متحملة الملوحة، ولها قدرة على النمو في ظروف الملوحة العالية، وهي من المحاصيل المتحملة للملوحة، ومن المعروف أن هذه المحاصيل تكون متحملة للإجهادات اللاحيوية الأخرى، ويمكنها أن تتحمل درجة حرارة منخفضة للغاية «-5 درجة مئوية» بالإضافة إلى أنها ذات احتياجات مائية وسمادية منخفضة بالمقارنة بمحاصيل الحبوب التقليدية.
ولمحصول الكينوا استخدامات متعددة ومتنوعة أبرزها استخدامها كعلف أخضر إضافة لاستخدامها في تغذية الإنسان حيث لها فوائد صحية وقيمة غذائية استثنائية نظرا لنسبة البروتين العالية والغياب الكلي للجلوتين، ومستويات عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، والفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية كما أنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الإنسان متفوقة على محاصيل الحبوب والبقوليات.
وأكد النسؤولون في محطة الأبحاث والتجارب الزراعية بديراب أهمية إدخال محصول الكينوا إلى المملكة العربية السعودية لعدة أسباب على رأسها أن يتحمل الملوحة وقادر على النمو في بيئات قاحلة مما يكون له أثر فعال في تأهيل المدرجات الجبلية, كما يمكن إعادة زراعة الحقول التي هجرها المزارعون بسبب زيادة الأملاح بالمياه الجوفية.
كما يمكن استخدام الكينوا في تحسين خواص التربة لما لها من جذر وتدي عميق كما يمكن استخدامها في ازالة العناصر الثقيلة من التربة.
ومن منطلق سعي المملكة للمحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، فإن الكينوا يعد محصولاً حولياً يمكن زراعته على الأمطار في المناطق التي يزيد معدل الأمطار بها عن 250 ملي أثناء موسم النمو ويمكن استخدامه كأعلاف خضراء.
والكينوا بديل مثالي للنباتيين ومرضى حساسية الجلوتين واللاكتوز، حيث تحتوي على بروتين عالي به كل الأحماض الأمينية الأساسية بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.
وتتزايد أهمية الكينوا التصنيعية يوما بعد يوم حيث تم استخدامها في صناعة المخبوزات والمكرونة والبسكويت وغيرها كما تتنافس المطاعم في تقديمها في الوجبات الغذائية المختلفة، ولها قيمة اقتصادية عالية ويتوقع ارتفاع أسعارها مع تزايد إقبال المستهلكين عليها.
إضافة تعليق جديد