بناء المجتمع المنتج والآمن والمحب لنفسه وللغير يلزمه بناء النشء وتربيتهم تربية سليمة من الأسرة ومن المدرسة؛ على أساس الاحتواء العاطفي والأمني واستثارة الحس الفني والإبداعي لديهم وغرس القيم والأخلاق؛ التي بها نتعايش بكل حرية وأمن وسلام وننبذ كل فساد وإفساد، ويسعى كل أفراد المجتمع للنمو والإنتاج بكل حماسة ودافعية ذاتية نابعة من حبه لنفسه ولمجتمعه.
ويستدعي ذلك وعي الأسرة ومنسوبي المؤسسات التعليمية والوسائل الإعلامية والفنية بأدوارهم السامية اللازمة للبناء الصحيح، وهذا هو ما تحققه الدول التي ترتقي بمواطنيها وبمجتمعاتها لتكوين مجتمع متصالح ومتسامح وسوي نفسيا وبناء.
الاحتياج الحقيقي لبناء إنسان سوي ومنتج ومبدع ومحب للخير هو إيجاد معلم مؤهل لتعليم وتربية وغرس القيم والأخلاق للطفل وكذلك المقدرة على فهمه واحتوائه وإشباع حاجته النفسية واستكشافه سلوكيا وإبداعيا وعلميا، كما يحتاج ذلك أن تكون الدوائر المحيطة بالطفل سوية ومتزنة، بدون هذا البناء الصحيح للإنسان قد ترى عالما سارقا أو طبيبا غير شريف أو مهندسا نصابا أو مسؤولا مختلسا أو تاجرا غشاشاً أو إنسانا كاذبا، ذلك أن التربية والاحتواء النفسي مع التعليم هي التي تصنع إنسانا منتجا ومصلحا.
المعلم يجب أن يكون له الريادة، ومدركا بالرسالة، وواعيا بأثر الأمانة، وإذا لم تكن هناك علاقة إيجابية دافئة بين المعلم والمتعلمين لا شك أن ذلك سيؤثر على التحصيل الأكاديمي وغرس القيم والمبادئ لدى المتعلمين، ومتى كانت العلاقة إيجابية كانت فرص المتعلمين في التقدم والنجاح أكبر.
المعلم حلقة النور لتنوير العقول، وبوصلة النفوس لفهم مجريات الأمور، وموجه الأفكار حتى تنمو وتصير واقعا ملموسا، وهناك أهمية لمراعاة ظروف المعلم والمتعلم دون الإخلال بواجباته، فذلك حق من حقوقه، وإدراك المعلم بما يعلم سيعلم المتعلم.
عزيزي المعلم كن على قدر المسؤولية، واحرص ألا تكون من المنفرين للعملية التعليمية، نسأل الله أن يجزي خيراً كل معلم وكل من له دور في تربية وتوجيه وتعليم وتصويب الطلاب وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية من جائحة كورونا ودورهم العظيم في إنجاح التعليم عن بعد هذه المرحلة.
د. عصام ناجح شلقامي
قسم النبات والأحياء الدقيقة – كلية العلوم
إضافة تعليق جديد