أوضحت دراسة استمرت لعشر سنوات أن 90% من المديرين يهدرون وقتهم في أنشطة غير مهمة، وأن 10% فقط يستثمرون وقتهم في أعمال هادفة وذات معنى.
وأوضحت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بالمعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة «American Enterprise Institute for Public Policy Research» بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن المديرين الذين يتخذون القرارات الصعبة ويصنعون النجاح يعتمدون على خلطة سرية هي مزيج من التركيز والجهد، وتبرز مصفوفة «التركيز والجهد» أربعة أنواع من السلوك: التسويف، الانسحاب، التشتت، الاستهداف.
ويمكن تصنيف المديرين وفقا للنموذج التالي:
- المسوفون: يشكلون 30% من المديرين، يؤدون الأعمال الروتينية، يستقبلون المكالمات ويحضرون الاجتماعات ويكتبون المذكرات ويقرأون التقارير، يعانون من انخفاض التركيز والجهد، يفشلون في تبني المبادرات ورفع مستوى الأداء والالتزام بالاستراتيجية، يسوفون بسبب الخوف أو لشعورهم بضعف الحيلة.
- المنسحبون: يمثلون 20% من المديرين محل الدراسة، يبدون تركيزا عاليا وجهدا منخفضا، أحيانا يكون السبب ضعف الدافعية وعدم الرضا الوظيفي، كثيرا مايهربون من أعمالهم وواجباتهم ومسؤولياتهم، فبدلا من مواجهة المشكلة يقنعون أنفسهم أنها غير موجودة، غالبا يعانون من التوتر وعدم الثقة والغضب والإحباط والغربة، وعلى الرغم من وجود أسباب وراثية تتعلق بهذا النمط إلا أن معظم حالات الانسحاب تتم لأسباب داخلية وتنظيمية في الشركة!
- المشتتون: أكثر من 40% من المديرين محل الدراسة يقعون في مربع التشتت، أصحاب نوايا حسنة لكنهم مجتهدون بلا بوصلة، منشغلون بلا هدف، يواجهون الضغوط بمزيد من العمل لإبقاء أنفسهم منشغلين، يعانون من مشكلات في التخطيط وبناء الاستراتيجيات، ويصعب عليهم تغيير سلوكهم لمواجهة المتغيرات، يهتمون بأصغر المشكلات وينشغلون بإطفاء الحرائق، ويعملون في أكثر من مشروع بنفس الوقت، بعد فترة يخبو حماسهم ويتخلوا عن طموحاتهم.
- الهادفون: نسبتهم لاتتجاوز 10%، يتمتعون بتركيز جيد وجهد وافر، يختارون معاركهم وينتقون أهدافهم ويحددون أولوياتهم بعناية فائقة، إحساسهم كبير بالمسؤولية، يدركون أهمية الوقت، لذلك فإنهم غالبا ما نجدهم يخصصون ويحددون أوقاتا خاصة للإنترنت واستقبال البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية وأوقاتاً خاصة للزائرين وهكذا، إرادتهم قوية ورؤيتهم واضحة، حاذقون في التعامل مع الضغوط، فهم أولا يحددون ما يجب عليهم فعله وما لا يجب فعله، ثم يسيرون بخطى واثقة نحو أهدافهم، يتحكمون بالبيئة الخارجية بذكاء فهم يعون خياراتهم ويصلون إلى أبعد مدى من التأثير والتغيير، يوطدون علاقاتهم مع المؤثرين ويستثمرونها في العمل، وهم مع كل هذا يهتمون بتطوير أنفسهم ويسعون لاكتساب مهارات خاصة تساعدهم على توسيع مساحة الاختيار أمامهم.
إضافة تعليق جديد