أعلنت دراسة سويدية أن تناول أكثر من كوبين من الحليب يوميًا، يتسبب في أعراض قد تؤدي إلى حدوث الوفاة، وذلك عقب إجراء دراسة علمية استغرقت نحو عشرين عامًا.
توصل البروفيسور السويدي كارل ميكالسون Karl Michaelsson بقسم علوم الجراحة بجامعة أوبسالا السويدية العريقة، أن تناول الحليب يوميًا يمكن أن يحرر كميات كبيرة من مادة الجالاكتوز، وهو عنصر سكري تؤدي كثافة إنتاجه داخل الجسم، إلى حدوث ما يعرف باسم الإجهاد التأكسدي، ويحدث التهاباً بالجسم نتيجة تشبع الجسم به، والإخلال بالنظام المناعي الطبيعي، في تنظيف الجسم من سمومه، وبالتالي تتراكم السموم فتحدث الوفاة كنتيجة مباشرة.
تم إجراء الدراسة بداية على حيوانات التجارب المعملية، ومنذ البداية لاحت النتائج غير المبشرة، حيث ماتت كل الحيوانات المعملية، التي حقنت بالجالاكتوز بكثافة، ما كان له أكبر الأثر في توقع نتائج التجربة.
بعد ذلك بدأت التجارب المعملية تأخذ صورة أكثر جدية وخطورة، وفتح باب التطوع للخضوع للتجارب المعملية المتعلقة بالدراسة، فشملت عينة الدراسة عددًا ضخمًا من المتطوعين بلغ قوامها 61.433 امرأة في المرحلة العمرية من 39 إلى 74 عامًا، إلى جانب 45.339 رجلًا في المرحلة العمرية من 45 إلى 79 عامًا، وتم إجراء الدراسة بالطريقة الممتدة المتصلة، فخضعت العينة للفحص والتجريب على مدار عشرين عامًا متصلة، وتم تسجيل عدد مرات تناول أكواب الحليب يوميًا للطرفين، على مدار الأعوام التي أجريت بها الدراسة.
وخلال التطبيقات المعملية كانت النساء أكثر تأثرًا بتناول الحليب بكثافة، وتوفيت أكثر من 15.541 سيدة منهن، بينما عانت حوالي 17.252 من هشاشة العظام والكسور لأكثر من مرة، وكان أكثرها كسوراً في عظام الفخذ بواقع 4.259 من بينهن، فيما تزايدت حالات الوفاة بين النساء عند تناول أكثر من ثلاثة أكواب يوميًا من الحليب، فكانت أكثر من 1093 حالة، بينما تعرض الرجال لخطر مختلف وهو ظهور ما يعرف باسم interleukin 6 أو الانترلوكن 6، وهو عنصر يظهر في الدم أو الجسم نتيجة تناول الحليب بكثافة، ولكنه لم يظهر لدى النساء، في فروق واضحة بين الجنسين.
وقد شرح البروفيسور ميكالسون الأسباب الكامنة خلف هذا التأثير المدمر للحليب على عكس ما عُرف بشأنه أنه مغذ قوي ومتكامل للجسم وتحوله فجأة إلى عدو شرس؛ فأوضح أن الحليب يحتوي على اللاكتوز والجالاكتوز وعند تزايد نسبة هذه السكريات تنتقل إلى الجسم وتؤثر على كافة أعضائه.
وتعمل هذه السكريات على تحفيز عملية التقدم بالعمر، وظهور علامات النضوج المبكر سواء بالشكل أو وظائف الأعضاء، ما يؤدي إلى تلف الخلايا التي تصاب بالإجهاد نتيجة العمل بكثافة بشكل مفاجيء، وهو ما يؤدي إلى حدوث حالات الوفاة.
وفي النهاية نصحت الدراسة بأن يتم تناول الحليب صافيًا بمعدل كوب واحد على الأكثر كل يوم، مع استبدال الحليب بأي منتج آخر مصنوع من الحليب نفسه، مثل الزبادي، فهو أكثر فائدة وتغذية للجسم، حيث يحتوي على بكتريا مفيدة ومغذية ويساعد على تخليص الجسم أيضًا من سمومه.
إضافة تعليق جديد