هل سبق وأن زرت مطعماً فقط لاعتقادك أن هذا المطعم يقدم طعماً أصيلاً لطبق معين؟!
هل لاحظت انتشار الدعاوى المقرونة بالأصالة في إعلانات المطاعم؟ مثل «الطعم الأصلي», «الأصلي وصل»، «المذاق الأصلي», «طازج وطعمه أصيل». هل تساءلت لماذا مفهوم الطعم الأصيل يختلف من شخص لآخر؟
مفهوم الأصالة يدور حول المفاهيم التالية: الجودة، الثبات، العراقة، والتميز، في الآونة الأخيرة أصبح مفهوم الأصالة محط أنظار الكتاب والأكاديميين، على سبيل المثال، ذكر Pine and Gilmore موضوع الأصالة في كتابهما الذي يحمل عنوان «ما يريده المستهلكون حقا هو الأصالة» نقطة مثيرة للاهتمام وهي أنك لو قابلت شخصاً لأول مرة وقال لك «مرحبا أنا فلان, أنا أمين, صادق, وأصيل». فقد ينتابك الشك لأنك لم تتعامل معه من قبل ولم يدع لك فرصة لتحكم عليه إذا كان فعلاً كما يدعي.
الأمر نفسه ينطبق على قطاع المطاعم؛ لذلك كلما حاول المطعم الادعاء بأن أطباقه أصيلة، كلما زاد الشك لدى الزبائن؛ لذلك يجب ترك حكم أصالة الطعم للزبائن.
إذاً لماذا يتم التسويق بادعاء الأصالة!
باعتقادي أن الانتشار الواسع والثورة التي حصلت في قطاع المطاعم خلال السنوات القليلة الماضية والتنافس الشديد بين المطاعم أدت إلى لجوء عدد من المطاعم لاستخدام الدعاوى المقرونة بالأصالة كوسيلة تسويقية.
إن استخدام مفهوم الأصالة في التسويق سلاح ذو حدين، والسبب أن ادعاء الأصالة من خلال الإعلانات له أثر كبير في رفع سقف توقعات العملاء؛ وبالتالي عندما تكون التجربة لا تتوافق مع ذلك السقف، فقد يؤثر ذلك سلباً على رضا العميل ونية عودته مرة أخرى لنفس المطعم.
والأمر لا يتوقف هنا، بل أثبتت الدراسات أن الزبون يقوم بعملية التسويق الشفهي السلبي عن ذلك المطعم؛ مما قد يتسبب بفقدان عدد من الزبائن المحتملين، لذلك من المهم جداً من أصحاب المطاعم التأكد من صحة تلك الدعاوى.
يختلف مفهوم الأصالة بين الناس لاختلاف تجاربهم السابقة، ثقافاتهم، وأعمارهم، وبالتالي من الممكن أن تجد شخصين ذهبا لنفس المطعم وتناولا نفس الطعام، ولكن أحكامهما عن أصالة الطعم مختلفة.
من وجهة نظر شخصية، أعتقد أن المطعم الذي يقدم فعلاً مذاقاً أصيلاً لا يحتاج لأن يخبر الزبائن بذلك؛ لأن الزبون هو من سيحكم من خلال التجربة والتجربة فقط!
د. سلمان بن سعود العتيبي
أستاذ إدارة الضيافة المساعد
كلية السياحة والآثار
إضافة تعليق جديد