نعيش اليوم في عصر المعرفة إذ يمثل العلم لَبنات الإنتاج الأساسية والقوة الدافعة لإنتاج الثروة والمحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في مختلف القطاعات، حيث أصبح الاقتصاد أكثر اعتمادًا في نموه على تجميع وإنتاج وتوزيع وتوظيف المعلومات والمعرفة باستخدام رأس المال البشري أكثر من أي وقت مضى.
لقد أصبحت المعرفة ثروة، والثروة المعرفية لا تنضب بل تزداد وتتراكم ومنابعها كثيرة، ومصادرها متجددة، وجميعها تدور حول نتاج الذهن والعقل البشري، ومن ثم فإن إنتاج الثروة يتوقف على قدرة العقول على ابتكارها، وعلى تجديدها، وتحسينها، واختراعها لذاتها؛ إن المعرفة اقتصاد جديد، قائم على ذاته، وقائم على علاقته مع الاقتصادات الأخرى.
وفي ظل تحول الاقتصاد العالمي، خطت المملكة خطوات ثابتة نحو التحول لاقتصاد معرفي بعيدًا عن الاقتصاد النفطي، وقد أشارت صحفية الاقتصادية في العدد -9612- أن النفط كان يشكل نحو 90% من الدخل السنوي و54% من الناتج الوطني وتجلت خطة التحول في رؤية المملكة 2030 حيث اهتمت بالمؤسسات العلمية ودعم الأبحاث العلمية بنسبة 1.07% من الناتج المحلي الإجمالي وتفعيل عمليات البحث والتطوير كمحرك للتغير والتنمية وتوفير البنية التحتية التي تدعم استغلال قدرات ومواهب الكوادر البشرية المؤهلة واعتماد التعليم والتدريب المستمرين لمختلف المجالات لتحتل المملكة المركز 52 من أصل 136 دولة في التصنيف الدولي للمعرفة.
وعلى ضوء ما سبق، تعد الجامعات المحرك الرئيسي للابتكار، كما تساهم في بناء مجتمع المعرفة وتشجع الاكتشافات والابتكارات العلمية وتنمية الموارد البشرية من خلال مراكز البحث العلمي والواحات العلمية والتقنية.
وساهمت جامعة الملك سعود في مواكبة توجه الدولة نحو التحول لاقتصاد معرفي من خلال تأسيس شركة وادي الرياض، الذراع الاستثماري لجامعة الملك سعود، لدعم تبني ثقافة الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال واستثمار إمكانات المملكة البحثية وإدارة الاستثمارات في قطاعات المعرفة.
مها الحربي
شركة وادي الرياض
إضافة تعليق جديد