أوضحت دراسة أميركية أن توقعات انتهاء وباء كورونا بحلول صيف 2020، محض افتراضات لا تتوافق مع الأبحاث العلمية.
وأشارت الدراسة، التي نشرت في مجلة Science، إلى أن الأبحاث تجرى حالياً في العديد من دول العالم، واستخلصت الورقة الأميركية البحثية، إلى أن الإغلاق الحالي لن يكون كافياً للسيطرة على الوباء، وتوقعت عودته مرة أخرى بصورة أشد مستقبلاً.
شارك في الدراسة، مارك ليبسيتش أستاذ علم الأوبئة في جامعة هارفارد. وقال إن “العدوى تنتشر في حال وجود شخص مصاب وسط مجموعة من البشر المعرضين للإصابة، خصوصاً أصحاب المناعة الضعيفة، وهذا يعني أن غالبية البشر في خطر دائم”.
وأوضح العالم الأميركي أن “أحد السيناريوهات المطروحة، هو استمرار أعداد الإصابات الكبيرة حتى عام 2025، لا سيما في ظل غياب لقاح أو علاج فعال ضد الفيروس وأعراضه”.
وأكد مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة أدنبرة، أن “أهمية هذه الدراسة تكمن في تنبؤاتها المستقبلية، التي تتخطى حدود سيناريوهات الأيام والأشهر القليلة المقبلة، لكنها تتبع مسار انتشار وتأثير فيروس كورونا على المدى البعيد، وقدرة الجهاز المناعي على مواجهة المرض وإنهائه”.
تشير الدراسة إلى أن التباعد الاجتماعي مهم جداً، وقد يكون مطروحاً لفترة أطول من أجل إبقاء أرقام الحالات محدودة، بهذه الطريقة تتمكن المستشفيات من توفير الرعاية الفائقة لهم، وقد تفرض إجراءات أكثر صرامة خصوصاً على كبار السن الذين تخطوا الـ70 عاماً، ويعانون من ضعف الجهاز المناعي.
وتفترض هذه الورقة البحثية اقتراحاً غايةً في الأهمية، هو ضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي، والمسافات بين الأشخاص حتى عام 2022، في ظل غياب اللقاح المضاد للمرض وعدم القدرة على زيادة الرعاية للحالات الحرجة.
وفق الدراسة، إذا كانت المناعة دائمة فإن فيروس كورونا سيختفي خلال 5 سنوات، منذ موجة انتشاره الأولى، لكن إذا كانت المناعة تتجدد سنوياً، فسنشهد تكراراً للوضع الحالي كل عام، لذا قد نحتاج إلى الحماية والانتباه لسنوات عدة مقبلة.
وتؤكد كل السيناريوهات أن إلغاء التباعد الاجتماعي مرةً واحدة، سيؤدي إلى عودة الوباء سريعاً، والأشخاص الذين تجاوزوا المرض ليسوا محصنين ضد الإصابة به مجدداً، لكن الأعراض ستكون أقل حدة، لأن الجهاز المناعي يعمل بطريقة مختلفة من شخص إلى آخر.
إضافة تعليق جديد