تضطلع وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بمسؤولية تطوير الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة كجزء أساس من منظومة العلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، وتعمل من أجل الارتقاء بهذه المنظومة إلى مصاف المنظومات العالمية، وتتولى الوكالة مهمة تعزيز الدراسات العليا وتنمية الأبحاث العلمية وتطويرها لخدمة الاحتياجات والأولويات الوطنية، عن طريق تنسيق أنشطة العمادات التابعة للوكالة والمعاهد والمراكز البحثية، وتعمل الوكالة على تأمين المنح البحثية الرئيسة من عدة جهات داعمة، من ضمنها وزارة التعليم، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والعديد من شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال والأفراد، في هذا اللقاء يسلط سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم الحميزي، وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، الأستاذ بقسم الهندسة الكيميائية، والذي تولى الوكالة منذ عام 1440هـ، الضوء على دور البحث العلمي في الجامعة بتميز الجامعة والمملكة علمياً، وجهود الجامعة في دعم وتطوير الأنشطة البحثية والنشر العلمي وحجم التطور الحاصل في هذا المجال خلال الفترة 2016 - 2019م..
- حدثنا بدايةً عن دور البحث العملي بجامعة الملك سعود في تميز الجامعة والمملكة علمياً؟
يُعتبر البحث العلمي في جامعة الملك سعود من أهم دعائم البحث العلمي للمملكة العربية السعودية منذ نشأتها قبل أكثر من 60 عاما، فخلال العشر سنوات الأخيرة «2010 - 2019» شارك الباحثون المنتمون للجامعة بأكثر من 27% من ناتج المملكة البحثي المنشور في الدوريات العلمية المفهرسة في شبكة العلوم «ISI»، وبالإضافة إلى تبوؤ الجامعة المركز الأول عربياً، فإنها تحتل المركز 216 عالميا بين أكثر من 112 ألف جامعة ومؤسسة بحثية قامت بالمشاركة بالنشر العلمي في العام 2019.
كما في الشكل رقم «1»
- هل تضطلع الجامعات السعودية الأخرى بأنشطة بحثية؟
نعم، بكل تأكيد، والشكل التالي يؤشر إلى إسهام الجامعات السعودية الحكومية «29 جامعة» في الناتج البحثي للمملكة لعام 2019، ويشكل النشر العلمي لمجموع الجامعات السعودية الحكومية ما نسبته 92% من نشر المملكة، وهذا يؤكد الدور الكبير الذي تضطلع به الجامعات السعودية في البحث والتطوير في المملكة والدور المحوري للجامعة في هذا المجهود.
كما في الشكل رقم «2»
- ما دور الأقسام العلمية بالكليات وبرامج الدراسات العليا في العملية البحثية بالجامعة؟
الأقسام العلمية بالكليات وبرامج الدراسات العليا لها دور كبير بالجامعة؛ فالجامعة كجامعة شاملة تحتوي على 21 كلية وأكثر من 145 قسماً علمياً والعديد من برامج الدراسات العليا، وهذا ينعكس على التنوع الكبير في الباحثين وأعضاء هيئة التدريس الناشرين للبحوث التي أجريت بالجامعة وتم نشر نتائجها، والشكل التالي يؤشر إلى توزيع النشر العلمي بحسب مجالات البحث الرئيسة خلال السنوات الأربع الماضية.
كما في الشكل رقم «3»
- هل تتم العملية البحثية المدعومة من الجامعة خلال الأقسام العلمية مباشرة؟
البحث العلمي في جامعة الملك سعود يتم من خلال مجموعة متنوعة من البرامج البحثية التي تم تطويرها لإتاحة الفرصة للمواهب البحثية في الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين المتفرغين وطلاب الجامعة في الدراسات العليا والبكالوريوس، وتشكل البحوث المدعومة من الجامعة 76% من عدد البحوث الإجمالي، والشكل التالي يوضح إسهام البرامج البحثية الرئيسة في الجامعة لعام 2019.
كما في الشكل رقم «4»
- ما مدى توافق الخطة الاستراتيجية للبحث العلمي بالجامعة مع رؤية المملكة 2030 فيما يخص البحث العلمي والتعليم الجامعي؟
انطلقت «رؤية المملكة 2030» عام 2016 وتضمنت أهدافاً طموحة وخاصة فيما يتعلق بتنافسية المملكة، حيث جاء ضمن أهداف الرؤية أن تصبح 5 جامعات سعودية ضمن أفضل 200 جامعة عالمية، ومثّل ذلك فرصة لجامعة الملك سعود للنظر في كيفية الإسهام الفاعل في خدمة المملكة لتحقيق الأهداف الطموحة للرؤية، ولذلك قامت عمادة البحث العلمي ضمن عملية تحديث خطتها الاستراتيجية للبحث العلمي في الجامعة 2016-2020، بعملية تقييم ومراجعة للنشاط البحثي في ضوء رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.
وقد نتج عن هذه المراجعة عدة توصيات من أهمها: أولا رفع جودة البحث والنشر العلمي للجامعة من خلال زيادة النشر في الدوريات عالية الجودة «Q1» وتخفيض عدد ومعدلات النشر العلمي في الدوريات منخفضة الجودة «Q4» والتوقف عن دعم البحوث التي تنشر في أدنى 10% من الدوريات، ثانيا توسيع قاعدة القدرات البحثية من خلال زيادة عدد الذين ينشرون في الدوريات العالمية وتخفيض التركيز العالي والنشر المبالغ فيه لعدد محدود من الباحثين، ثالثا زيادة التعاون البحثي مع الجامعات والمؤسسات البحثية السعودية، رابعا زيادة عدد بحوث الجامعة في بحوث المملكة الموطنة بالكامل.
وهذه التوصيات، أدت إلى انخفاض مؤقت للناتج البحثي الإجمالي للأعوام 2017 - 2018، لكن الناتج الإجمالي استعاد حجمه المتوقع عام 2019 ولكن بكفاءة «Efficiency» وكفاية «Productivity» أعلى من خلال الارتقاء بجودة البحوث وبمشاركة أوسع من أعضاء هيئة التدريس والباحثين وغيرهم من طلاب الدارسات العليا، وتعاون بحثي وطني أكبر، وإسهام أكبر في توطين البحث العلمي.
- ما الإجراءات التي تم اتخاذها لرفع جودة البحث والنشر العلمي؟
تم ذلك من خلال عدة قرارات وإجراءات مهمة اتخذتها وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ومن أهمها رفع متطلبات جودة النشر في البرامج البحثية الرئيسة مثل برنامج المجموعات البحثية، والكراسي البحثية، وبرنامج الشراكة الدولية، وكذلك التوقف عن دعم أية بحوث يتم نشرها في الدوريات منخفضة الجودة جدا في جميع البرامج، أدت هذه القرارات بالمجمل إلى تغيّر نوعي وإيجابي في جودة البحوث في الجامعة، وبعد أربع سنوات من تطبيق هذه الإجراءات، يبدو جليا الأثر الفعلي لها كما يلخصها الجدول التالي.
كما في الشكل رقم «5»
يشير الجدول إلى ارتفاع معدلات النشر في الدوريات عالية الجودة والجيدة «Q1 & Q2» من 50% عام 2016 إلى 67% عام 2019، مقابل انخفاض معدل النشر في الدوريات متدنية الجودة «Q4» أكثر من النصف من 25% عام 2016 إلى 12% عام 2019، كذلك انخفاض معدل النشر في الدوريات منخفضة الجوة جدا «أدنى 10% من الدوريات» من 11% عام 2016 إلى 4% عام 2019.
كما أن مقارنة جودة النشر العلمي للجامعة بين 2016 - 2019 مع متوسط جودة النشر للمملكة العربية السعودية فقد كانت معدلات النشر عالي الجودة والجيد «Q1 & Q2» دون المتوسط العام للمملكة، وكذلك كان معدل النشر متدني الجودة «Q4» أعلى من متوسط المملكة، لكن الإجراءات التي اتخذتها الجامعة، أدت إلى عكس الواقع حيث أصبحت معدلات النشر عالي الجودة والجيد «Q1 & Q2» أعلى من متوسط المملكة في 2019 وكذلك انخفاض معدلات النشر متدني الجودة «Q4» عن متوسط المملكة.
- هل جميع الباحثين بالجامعة منخرطون في البحث العلمي ولهم نشاط بحثي؟
لقد قامت الجامعة باستحداث بعض المتطلبات للبرامج القائمة وإنشاء عدة برامج جديدة استهدفت بالأساس زيادة عدد الباحثين الذين يعملون بالبحث العلمي، ومنها برنامج دعم بحوث طلاب الدراسات العليا، وبرنامج دعم بحوث طلاب البكالوريوس، وبحوث أطباء الزمالة، وكذلك تعديل متطلبات تشكيل المجموعات البحثية واشتراط نسبة أكبر من باحثي الجامعة عند تشكيلها أو التمديد لها وأن تتضمن طلاب دراسات عليا؛ هذه الإجراءات أدت إلى ارتفاع عدد الباحثين ممن قاموا بالمشاركة بنشر بحث واحد على الأقل في الدوريات العالمية من 2360 باحثاً عام 2016 إلى 3120 باحثاً عام 2019، بزيادة مقدارها 32%.
هذه الزيادة أدت إلى خفض نسبة عدد الباحثين في الجامعة الذين لا يشاركون في النشر العلمي من 52% عام 2016 إلى 38% عام 2019، هذه الزيادة في حجم المواهب البحثية المنخرطة في البحث العلمي، مع إجراءات الحد من غزارة النشر متدني الجودة، أدى إلى خفض تركّز البحث العلمي في مجموعة محدودة من غزيري النشر، ففي عام 2016، شارك أعلى 20% من الباحثين «الأكثر غزارة» في النشر «1000 ورقة» بأكثر من 83% من البحوث العلمية المنشورة، ولكن انخفضت هذه النسبة إلى 73% عام 2019، باستخدام منحنى لورنز «Lorenz Curve» لقياس معدلات المشاركة البحثية للجامعة، والشكل التالي يشير بوضوح إلى هذه النسب بين عامي 2016 و2019.
كما في الشكل رقم «6»
وقامت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي باتخاذ بعض الإجراءات للحد من بعض الممارسات التي أدت إلى غزارة كبيرة لبعض الباحثين من ضمنها إلغاء فرع غزارة النشر من جائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي واستبدالها بفرع النشر العلمي في دوريات النخبة، وأدت هذه الإجراءات إلى خفض مشاركة الباحثين العشرة الأعلى غزارة من 11% من نشر الجامعة إلى 8%.
- هل هناك بحوث علمية مشتركة مع الجامعات السعودية الأخرى؟
نعم، شكلت البحوث المشتركة بين جامعة الملك سعود والجامعات السعودية الأخرى الحكومية والخاصة ما نسبته 14% «564 بحثاً» عام 2016 وارتفعت إلى 21% «813 بحثاً» عام 2019، لكن تجدر الإشارة إلى أن التعاون البحثي اتسع ليشمل عدداً أكبر من الجامعات السعودية، كذلك لابد من التنويه إلى أن حجم البحوث العلمية المشتركة بين الجامعات السعودية بشكل عام هي دون الحجم المأمول إذا ما قورنت مع البحوث المشتركة مع الجامعات غير السعودية، والشكل التالي يؤشر إلى الزيادة عدد البحوث المشتركة بين جامعة الملك سعود والجامعات السعودية الأخرى 2016 و2019.
كما في الشكل رقم «7»
- هل جميع أبحاث الجامعات السعودية مشتركة مع جهات خارجية؟ أم هناك بحوث موطنة بالكامل؟
لا؛ فقد شكلت البحوث العلمية المشتركة بين الباحثين المنتمين للجامعات والمؤسسات البحثية السعودية مع نظرائهم من خارج المملكة ما نسبته 82% «11740 بحث» من بحوث المملكة عام 2016 و«14318 بحثاً» عام 2019م، بينما شكلت البحوث التي تم إنتاجها بالكامل داخل المملكة بدون تعاون دولي ما نسبته 18% «2628 بحثاً» من ضمنها 751 بحثا 19% من نشر الجامعة شارك في نشرها باحثون منتمون لجامعة الملك سعود، وفي عام 2019، ارتفع عدد البحوث الموطنة بالكامل التي شارك فيها باحثو جامعة الملك سعود إلى 853 بحثاً والتي شكلت 21% من نشر الجامعة لنفس العام.
- ماذا بعد 2020 والمرحلة الجديدة للبحث العلمي بالجامعة؟
بعد صدور نظام الجامعات الجديد عام 2019 وإنشاء وكالة البحث والتطوير والابتكار في وزارة التعليم والتي قامت بإطلاق برنامج الدعم المؤسسي للبحث والابتكار للفترة 2020 - 2023 والذي يتطلب من الجامعات السعودية الحكومية تطوير خطة البحث فيها، عملت وكالة الجامعة مع نهاية 2019 وبداية 2020على تطوير هذه الخطة، وتمكنت الجامعة بناء على هذه الخطة وكذلك من خلال تقييم الأداء البحثي للجامعة خلال الفترة 2014 - 2019، تمكنت من خلال وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي من الحصول على دعم بقيمة 110 ملايين ريال ضمن برنامج الدعم المؤسسي بوزارة التعليم بعد أن لاقت خطتها الاستراتيجية للبحث العلمي والمقدمة للوزارة كجزء مؤهل للحصول على الدعم المؤسسي ثناء المحكمين الدوليين وإشادتهم بخطتها الاستراتيجية المميزة والتي ركزت فيها على 6 مجالات ذات أولوية بحثية، وهي: بحوث الطاقة المستدامة الجديدة والمتجددة، بحوث رفاهية الإنسان، بحوث الابتكارات الرقمية، بحوث المياه والغذاء والبيئة، بحوث البتروكيماويات، وبحوث التعليم وخاصة في مجالات العلوم والرياضيات والهندسة؛ وقامت الجامعة بتقديم أكثر من 25 مشروعاً بحثياً ضمن هذه المجالات الرئيسة.
إضافة تعليق جديد