تأتي موجات الأمراض المعدية لنتعلم منها الدروس ولنخرج إلى مرحلة الوعي فيما يتعلق بسلوكيات الأفراد والمجتمعات الغير سليمة والتي تمارس بحكم العادة وبلا وعي ولا إدراك لما تنطوي عليه من مخاطر.
«كورونا الجديد» اختبار حقيقي لعاداتنا اليومية وفرصة لمراجعة تلك العادات والتخلص من الغير صحي منها، حتى وإن انتهى كرونا فإن الفيروسات والبكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة الممرضة لن تنتهي، مما يتطلب منا بناء سلوك صحي دائم، وواجب كل فرد هو حماية نفسه وعدم الإضرار بغيره ونقل العدوى للآخرين عندما يصاب بمرض. فمتى ما ترسخت لدينا العادات الصحية السليمة كانت قوة المجتمع كبيرة في صد موجات العدوى المختلفة.
ولكن حتى يتحول الأمر إلى شكل عملي لابد من تعاون الجميع فليست مكافحة العدوى مقتصرة على الجهات الصحية فقط، بل هي مسؤولية مشتركة يجب أن تنهض بها المدارس والجامعات والوزارات المختلفة والمساجد والمحلات التجارية والأسواق وقصور الأفراح والمهرجانات ودور الإيواء من ناحية توعية الأفراد وتوفير مستلزمات النظافة ونقاط تطهير الأيدي والتهوية الكافية وتكون مكافحة العدوى من شروط إقامة أي نشاط ذا طابع جماهيري، وقبل ذلك غرس السلوكيات الصحية لدى الأطفال من ناحية نظافة الأيدي والتصرف في حال العطاس والسعال وعند الإصابة بنزلات البرد والزكام.
كما نحتاج إلى تغيير سلوك المجتمع خاصة في وقت انتشار الجائحة الحالية، إلى البدائل الآمنة من ناحية اجتماعات العمل الروتينية بحيث يمكن استبدالها بالاجتماعات الافتراضية عبر وسائل التقنية الحديثة واستبدال أوراق المعاملات والملفات التي ربما تنقل العدوى بين الموظفين بالتعاملات الإلكترونية، وهي متاحة في كثير من الجهات، وتعليم عمال النظافة والخدم الطريقة الفعالة في التنظيف والتمسيح فربنا كانت طريقة التنظيف إحدى عامل نشر العدوى.
وغني عن القول أن يتم تجنب عادة المصافحة والتقبيل أثناء السلام خاصة تقبيل الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة من شخص ربما يكون حاملاً للعدوى فيتسبب في أذية الآخرين، وتجنب «التقطيع» بالأيدي أثناء الأكل الجماعي كونها سلوكًا مقززًا وناقلاً لأمراض خطيرة، وعلى كل شخص أن يتحكم بنفسه حالما يشعر بأعراض المرض بحيث يتجنب الاحتكاك بالآخرين والخروج للتجمعات ويتبع أساليب النظافة.
إبراهيم الأكلبي
كلية التمريض - طالب دراسات عليا
إضافة تعليق جديد