باحثة ماجستير توصي بتخصيص مقررات إضافية لطلبة الجامعة المتفوقين

شددت على أهمية تدريبهم على مهارات التعلم الموجه ذاتياً
قدم لي برنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين الدعم والمساندة وزودني بكل ما أحتاجه
اعتقادات الطالب عن نفسه وقدراته تمثل جانباً مهماً في سلوكه ونتائج تحصيله

 

 

 

حوار: وفاء عبدالهادي العجمي

 

 

الطالبة المتفوقة ندى بنت عمر المقوشي، تخصص علم نفس تربوي، سلطت الضوء في هذا اللقاء على أبرز محاور رسالتها لدرجة الماجستير بعنوان «مهارات التعلم الموجة ذاتيًا وعلاقتها بفاعلية الذات الأكاديمية لدى الطالبات المتفوقات دراسيًا بجامعة الملك سعود» والهدف منها والنتائج المتوقعة من الرسالة، وأشارت إلى أن مشكلة البحث أساساً تكمن في أن فئة المتفوقين دراسياً لا تحظى بالقدر الكافي من الدعم والاهتمام وهناك مُشكلات في طرق التعليم؛ والكثير من طرق الدراسة لا تُناسب هذه الفئة من حيث تنمية مهارات التحليل وغيرها..

 

- من وجهة نظرك كيف يمكن حل هذه المشكلة دون الإضرار بالفئات الأخرى، وهل يجب فتح مراكز مُتخصصة تُعنى بالمتفوقين دراسياً؟

 

يمكن القول إن تتبع التجارب المماثلة وتجريبها وتقييم فاعليتها إحدى الطرق المناسبة لمعالجة المشكلات التعليمية، فعلى الصعيد المحلي قد يكون تتبع ودراسة سياسة برامج الموهبة في التعليم العام، إحدى الطرق العملية الجيدة؛ إذ تُخصَّص مواد وحصص إضافية إثرائية للطلبة المنتمين إلى برنامج الموهبة، وبناء على ما سبق يمكن القول أن تخصيص مقررات إضافية اختيارية لطلبة الجامعة المتفوقين دراسياً قد يعود نفعه على فئة المتفوقين بشكل خاص والمؤسسات التعليمية بشكل عام، كذلك من الجيد أن تنهج الجامعات نهج جامعة الملك سعود في تخصصيها لبرنامج يُعنى برعاية الطلبة المتفوقين دراسياً؛ وتقدم من خلاله محتوى معرفياً يتناسب مع مهارات وقدرات هذه الفئة.

 

- هل بالإمكان إكساب الطلبة مهارات التعلم الموجه ذاتيًا عن طريق المناهج والمقررات أم إنها مهارة شخصية؟

 

بناءً على التراث النظري، ونتائج الدراسات التي تشير إلى إمكانية إكسابها؛ فإنه يمكن القول إن تعليم هذه المهارات يمكن أن يحدث بطرق متعددة؛ إما عن طريق استحداث مقررات تتمحور حول هذه المهارات، أو جعلها من الموضوعات التي تطرح أثناء دراسة بعض المواد؛ إذ بّينت عدد من نتائج الدراسات التجريبية فاعلية إكساب المعلمين للطلبة هذه المهارات، كما أشارت بعض الدراسات إلى تحسّن الطلاب في بعض المهارات بعد تدريبهم على مهارات التعلم الموجه ذاتياً، وأوصت بأهمية تفعيلها في المؤسسات التعليمية.

 

- هل من الممكن للفرد أن يُنمّي مهارات التعلم الموجه فيه عن طريق الكتب وغيرها، وهل يوجد اختبارات تقيس مدى امتلاك الفرد لهذه المهارات، إذا وُجد اختبار كيف يتم الحصول عليه؟

 

لا شك أن الاطلاع على الدراسات المختصة في هذا المجال قد تعود بالنفع على الطالب والطالبة إذ تورد بعض المراجع استراتيجيات لتنمية هذه المهارات، أما بالنسبة إلى قياسها؛ نعم، توجد مقاييس متعددة تقيس مهارات التعلم الموجه ذاتياً، ويمكن الحصول عليها في حال كونها منشورة في بحوث علمية، أو من خلال التواصل مع مصممي هذه المقاييس وطلبها منهم للأغراض البحثية.

 

- هل من المُمكن أن نعزو فشل بعض الأفراد في عملية التعلم إلى اعتقاداتهم الخاطئة حيال العملية التعليمية أو حيال أنفسهم؟

 

استناداً إلى الأدب النظري المعني باعتقادات الأفراد حول قدراتهم، فإن اعتقادات الطالب عن نفسه وقدراته تمثل جانباً مهماً في سلوكه ونتائج سلوكه، إذ يشار إلى أن اعتقادات الطالب عن نفسه وجهده تؤثر على سلوك المثابرة، وتعامله مع الصعوبات، ومقاومته للفشل؛ وعليه إذا كانت اعتقادات الطالب عن نفسه منخفضة، فقد تسبب صعوبات في مواجهة المشكلات التعليمية.

 

- ما تقييمك لمهارة العلاقات الشخصية مع الآخرين، وهل تؤيدين مقولة أن الطلبة المتفوقين غالباً يجدون قضاء وقت مع الآخرين إضاعة للوقت، وهل لبرنامج الطلبة الموهوبين والمتفوقين دور في توفير مكان مُناسب ودورات متنوعة لقضاء وقت مع الآخرين؟

 

كان من ضمن الأبعاد التي ضمنتها في الإحصائية «مهارة العلاقات الشخصية مع الآخرين»، وأظهرت إحصائياً نتائج مرتفعة، وهذا عكس المتعارف عليه حيث إن المتعارف عليه أن الطلبة المتفوقون غالباً يجدون قضاء وقت مع الآخرين إضاعة للوقت، لكن حسب نتائج الدراسة يمكن القول إن ما يقدمه برنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين من ثراء معرفي وأنشطة إثرائية، وما يتيحه من فرص لتبادل الخبرات بين الطالبات المتفوقات دراسياً، وما يعدّه من لقاءات مع الخبراء والمختصين، تتناسب مع اهتماماتهم؛ وبالتالي تتوفر لهم بيئة داعمة وملائمة لاحتياجاتهم.

 

- ما دور برنامج الطلبة الموهوبين والمتفوقين في خدمتك برسالة الماجستير؟

يعد مجتمع البحث من أهم ركائز البحث العلمي، ونظراً لكون هدف رسالتي التعرف على مهارات التعلم الموجه ذاتيًا وفاعلية الذات الأكاديمية لدى الطالبات المتفوقات دراسيًا، فقد قدم لي البرنامج الدعم والمساندة لإتمام إجراءات التطبيق على العينة، وزودوني بكل ما أحتاجه من معلومات وبيانات ووثائق تخص طلاب البرنامج؛ فلهم جزيل الشكر ووافر العرفان،  وشكر خاص للأستاذة سارة السويداء بوحدة العلاقات العامة والإعلام، برنامج الطلبة المتفوقين والموهوبين.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA