السكن في الفضاء

 

 

 

ذات يوم وأنا أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي، صادفت صورة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، أول رائد فضاء عربي مسلم؛ حينها امتطيت صهوة الخيال لبرهة.

ماذا لو أن أحداً استقر هناك؟ ماذا لو كانت الكواكب صالحة للإقامة البشرية؟ وتوافد الناس إليها رغبة في الأمان وهرباً من الحروب وطمعاً في السلام أو حتى مزيداً من البذخ والرفاهية؟!

أعتقد حينها لن يأتي يوم تضيق به عليك الأرض بما رحبت، ففي الفضاء متسع وملاذ.

وأعتقد أن انعدام الجاذبية لن يكون عائقاً للعيش في الفضاء، بل ستجد الراحة في قلبك؛ سيكون خالياً من كل هم وحزن وحتى الكراهية والأحقاد والضغينة، كل هذه الأشياء لا مكان لها فلا يمكنها الاستقرار في القلب لانعدام الجاذبية.

ستسير أيضاً بكل خفة كمختال فخور، وحتى الميزان لن يصيبك بالإحباط فسيبدو وزنك أقل بكثير مما هو عليه في الأرض، مهما أكلت ومتعت معدتك ولن تضطر حينها لإضاعة ساعات من وقتك في النادي، فاليوم في بعض الكواكب قصير جداً يقارب نصف يوم أرضي أو يزيد قليلاً.

وبالمناسبة هذه أيضاً ميزة إيجابية مما يعني انقضاء الشهر بشكل أسرع فلن تأخذ إجازة في نهاية الشهر، ولن تكون حبيساً في المنزل في آخر كل شهر نتيجة انتهاء الراتب، فالراتب حينها سيكفي إلى نهاية الشهر وقد يزيد للادخار وإشباع نزوات النفس.

أعتقد أيضاً أن العيش في الفضاء سيجعلك بمأمن من القلق النفسي الناتج عن الخوف من عدوى فايروس «كورونا» فالفيروسات هناك لا تستقر على أي سطح بل تتطاير مع الرذاذ في الجو، ولشدة الحرارة ستموت سريعاً.

وأخيراً بالرغم من استحالة السكن على الكواكب والعيش في الفضاء إلا أن لدى علماء الفضاء شيء من الأمل في ذلك وكثير منهم يرى وجود حياة أخرى هناك، وأنا أرى أن لا بأس من أحلام خفيفة ممزوجة بطيف من الأمل.

 

أعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبُها

ما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأملِ

 

عبدالعزيز محمد البابطين

طالب من قسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA