يؤدي عدم تحقيق الأهداف وخيبة الأمل والفشل والإخفاق في أمور الحياة الى الإحباط، الذي يعد من المشاعر السلبية التي تصيب الإنسان، وينتج عن ذلك تغيير كيمياء الجهاز العصبي، فيحدث اختلال التوازن بين الموصلات العصبية، وشعور بالتوتر والقلق واللامبالاة والانطواء واليأس وفقدان الأمل، وقد يصاب الإنسان بأمراض عضوية مثل أمراض القلب والشرابين وغيرها من الأمراض.
وقد أشارت عدة دراسات إلى 75% من أسباب الإصابة بالأمراض روحية ونفسية و١٥٪ اجتماعية و١٠٪ عضوية. كما ينتج عن الإحباط الكسل وقلة الحركة وهما من المسببات الأساسية للسمنة ومتلازمة الأيض وارتفاع الكوليسترول في الدم الذي يمثل عاملا للخطورة على حياة الانسان.
ولكي يتمتع الإنسان بحياة صحية سليمة خالية من الأمراض عليه مراقبة عقله وقلبه بتجنب الإحباط وكسر الخاطر وأمراض النفس مثل الحسد والكره والغضب والنرجسية والتعنت والتهور والحزن والكسل والكبر وغيرها من الأمراض النفسية التي تمرض العقل والقلب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». وقال «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانًا».
كما يجب البعد عن اللهو وكثرة الكلام وكثرة المنام والغضب والقلق والخوف والحزن وعدم التسامح، حيث إن الهدوء وجبر الخواطر واطمئنان القلب يحفز الجهاز العصبي لإفراز «الأندروفين» المهدئ الطبيعي الذي يحدث أثرا إيجابيا على القلب، ويحفز قوى الشفاء الداخلية «العلاج الذاتي» الذي يعمل عليه الطب الحديث لتحقيق الشفاء من الأمراض، كما أنه يعزز قوى الشفاء الداخلية وينشط الجهاز المناعي للوقاية من الأمراض المعدية مثل كورونا وغيرها من الميكروبات.
ويعد نمط الحياة الصحي وتناول الغذاء الصحي المتوازن وشرب المياه واتباع قواعد الصحة العامة وعلو الهمة والمحافظة على الصلوات والأذكار والدعاء والاستغفار والكلمة الطيبة والابتسام؛ من موانع الإحباط ومعززات قوى الشفاء الداخلي ومنع الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر وغيرها من الأمراض بإذن الله.
أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه
أستاذ الكيمياء الحيوية والتوجيه الدوائي
كلية الصيدلة
إضافة تعليق جديد