انطلاقا من رئاسة المملكة لقمة 20 التي تعقدها مجموعة الفكر العشرين سعياً إلى تشكيل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة وشمولاً، كان التوجه الاستراتيجي للمملكة للريادة التي أصبحت ضرورة ملحة لمساهمتها الكبيرة في تحقيق المزايا التنافسية المستدامة، وضمان البقاء، واستثمار الموارد المتاحة.
وفي ظل واحدة من أقوى التحديات العالمية الحالية التي يتعرض لها العالم أجمع جائحة covid-19 التي تستدعي تقوية التأهب العالمي لمواجهة الأزمات، التي تكشف الحقائق ويتم التعرف على الدول وكفاءة وفعالية مؤسساتها ومنظماتها من خلال الخطط الاستراتيجية البديلة بحيث يتم تحليل الاحتياجات والفوائد، مما يظهر أهمية الاستجابة السريعة واللامركزية ومدى جاهزية هيكل القيادة المركزي ومن أهمهم قائد الأزمات وفرق الاستجابة السريعة.
أدركت مجموعة العشرين أهمية الحلول الرقمية لتعزيز استمرارية الأنظمة التعليمية، وركزت على أهمية إعداد استراتيجيات لتنمية الاقتصادات الحيوية وتعزيز القدرات التنظيمية، والتي توجب أن نتعلم كيف يمكننا حلها كنظام من أجل رفع مستوى جودة الحياة البشرية.
وفي ظل رئاسة المملكة لقمة العشرين وتوجهها نحو الريادة والمنافسة في كافة المجالات وإدراكها أن وتيرة التغير السريعة تحتم العمل بشكل استباقي للتنمية والتطوير، وبما أن التعليم يعتبر الركيزة الأساسية للدولة نحو التقدم والريادة ويدخل ضمن الغايات السياسية وهي استراتيجية مرحلية تسعى إلى الاهتمام بالتنمية عبر الارتقاء بالإنسان والمجتمع فكرًا وثقافةً وسلوكّا واقتصادًا، فقد توجهت المملكة في عهد الملك سلمان حفظه الله نحو التعليم والتدريب الإلكتروني، فأولته جل اهتمامها.
وقد مرت مراحل تطور التعليم في المملكة العربية السعودية بست مراحل يمكن تلخيصها بالتالي:
أولاً- مرحلة التأسيس والبدايات 1344 - 1373هـ الموافق 1926 - 1953م: وتميزت باستقرار الدولة بعد توحيدها - بدايات التعليم في عهد مديرية المعارف.
ثانياً- مرحلة النمو والتطوير 1373 - 1390هـ الموافق 1953 - 1970م: وتعد الانطلاقة الكبرى للتعليم في المملكة مع إنشاء وزارة المعارف عام 1373حتى ظهور خطط التنمية عام 1390هـ.
ثالثاً- مرحلة التنمية والتوسع 1390 - 1425هـ الموافق 1970 - 2005م: وهي مرحلة التنمية المخططة إثر الطفرة الاقتصادية بدءاً من الخطة الخمسية الأولى «1390- 1395هـ» حيث شكل التعليم عنصراً بارزاً في استراتيجيات خطط التنمية.
رابعاً- مرحلة التطوير والجودة 1426 - 1434هـ الموافق 2005 - 2013م: وبرز فيها دور التعليم باستثماره في العنصر البشري في مواجهة التحديات وتطبيق الاستراتيجيات والسياسات الإنمائية وإحداث تنمية بشرية وتحقيق نمو اقتصادي وبناء مجتمع المعرفة.
خامساً- المرحلة السادسة الطموح والازدهار 2016-2030م: وتميزت بظهور رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني2020م.
من هذه الأسس المتينة انطلقت رحلة جديدة من البحث والابتكار والتنمية الوطنية فكانت الاستعدادات المبكرة لمواجهة الأزمات في المملكة، ولضمان استمرار العملية التعليمية للطلاب والطالبات، وتعزيز التعليم الفردي لذوي الإعاقة، مع تطوير مناهج ابتكارية ودمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم إذ يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم محاور تطوير التعليم والتدريب الإلكتروني.
وفي الختام، لا بد أن نشير إلى إشادة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OCED» بتميز جهود المملكة في التعليم عن بعد بما يعكس الطبيعة التعاونية للعمل الوطني، حيث حققت المملكة تقدماً في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشراً على متوسط 36 دولة في مستوى الجاهزية.
د. أماني بنت أحمد البابطين
إضافة تعليق جديد