ألقيت خلال مقالة سابقة منشورة بهذه الصحيفة «العدد 1384 بتاريخ 13 ديسمبر 2020» تحت عنوان «كفاءة الإنفاق.. لماذا الآن» بعض الضوء على الاهتمام العالمي بكفاءة الإنفاق، وكشفت عن الأهمية الخاصة لكفاءة الإنفاق في تحقيق رؤية المملكة 2030، وذكرت عدداً من المكتسبات التي تحققها المملكة العربية السعودية من كفاءة الإنفاق.
كما تناولت باختصار المعنى الحقيقي لكفاءة الإنفاق وأنها لا تعني بالضرورة خفض الإنفاق بقدر ما تعني استخدام الموارد بكفاءة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة مما يدعم الارتقاء بالمشروعات التنموية للدولة، وكيف يؤثر ذلك إيجابياً على نوعية الخدمات التي تقدم للمواطنين والاستدامة لمصلحة الأجيال والقادمة.
وختمت المقالة بذكر أن تحقيق كفاءة الإنفاق ليس منوطاً فقط بمؤسسات الدولة؛ بل بكل من يحيا فيها، ويستظل بسمائها، وأنها تحتاج العمل وفق محورين هما: الأول بناء وتنفيذ الاستراتيجيات الداعمة لتحقيق كفاءة الإنفاق، والثاني تعزيز دور الفرد في نجاح استراتيجيات تحقيق كفاءة الإنفاق، وأن تعزيز دور الفرد يتطلب نشر وترسيخ ثقافة كفاءة الإنفاق بجميع المؤسسات.
وهنا نبدأ رحلتنا اليوم في الحديث عن الاستراتيجية الإعلامية لكفاءة الإنفاق، وما يجب أن تراعيه المؤسسات الراغبة في بناء هذه الاستراتيجية، حيث يجب أن ترتكز هذه الاستراتيجية على عدد من المرتكزات من أهمها الآتي:
• أن تنطلق من رؤية المملكة 2030 وبرامجها؛ خاصة برنامج التوازن المالي، وتكشف للمنسوبين في هذه المؤسسة بوضوح العلاقة بين كفاءة الإنفاق وبرنامج التوازن المالي وكيف يدعم ذلك مستهدفات رؤية المملكة 2030.
• مدى احتياج المؤسسة لتحقيق كفاءة الإنفاق، وطرح عدد من النماذج الواضحة في هذا الأمر.
• التنويه إلى نجاح المؤسسات المشابهة في تحقيق كفاءة الإنفاق وأن الموضوع ليس حلماً صعب المنال بل تحقيقه متاح لكل من يخطط ويعمل بجد.
• توظيف الدليل الإرشادي لدعم فرق كفاءة الإنفاق الصادر من مركز كفاءة الإنفاق، ثم الاستفادة من مرئيات مركز كفاءة الإنفاق بشأن المؤسسة التي يتم بناء استراتيجية إعلامية لها.
• الاهتمام بالأهداف الاستراتيجية والمبادرات التي وضعتها المؤسسة لتحقيق كفاءة الإنفاق، وكيف تسهم في تحسين الوضع الحالي للمؤسسة وتحقيق المكتسبات.
• دراسة قنوات الاتصال في المؤسسة ومدى قدرة هذه القنوات في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الإعلامية الداعمة لتحقيق كفاءة الإنفاق.
ولعل اكتمال هذه المرتكزات لبناء الاستراتيجية الإعلامية الداعمة لكفاءة الإنفاق بالمؤسسة ينبغي أن يشملها رصد الخطوات الناجحة التي تقوم بها المؤسسة، وتوضيح الدور الرئيس الذي يقوم به منسوبو المؤسسة في نجاح كفاءة الإنفاق، وتحفيز المنسوبين على القيام بهذا الدور، وأخيرا رصد الإنجازات التي تحققها الاستراتيجية الإعلامية نفسها، واستطلاع رأي عينة من الجهات المستفيدة منها للتأكد من فعاليتها في القيام بالدور المطلوب.
وتهدف الاستراتيجية الإعلامية لكفاءة الإنفاق لتحقيق عدد من الأهداف التي من بينها، التعريف بخطة كفاءة الإنفاق، ونشر الوعي بين منسوبي المؤسسة بما يضمن قيامهم بدور إيجابي داعم لتحقيق هذه الكفاءة، ونشر ثقافة كفاءة الإنفاق في المؤسسة، وتعزيز التواصل الإعلامي بين الجهة المسؤولة عن تنفيذ خطة كفاءة الإنفاق وجميع الجهات ذات العلاقة سواء كان ذلك داخل أو خارج المؤسسة، مما يعزز فرص نجاح جهود المؤسسة في تحقيق كفاءة الإنفاق.
د. طه عمر
إضافة تعليق جديد