التعليم الإلكتروني في المملكة بعيون عالمية

 

 

التعليم أساس للتنمية والسلام، ولتعزيز استمرارية الأنظمة التعليمية أدركت المملكة العربية السعودية ومجموعة العشرين أهمية الحلول الرقمية وركزت على أهمية إعداد استراتيجيات لتنمية الاقتصادات الحيوية وتعزيز القدرات التنظيمية، والتي توجب أن نتعلم كيف يمكننا حلها كنظام من أجل رفع مستوى جودة الحياة للبشرية.

وركزت أيضا على تعزيز الجودة وتقنية البنية التحتية، وهدفت إلى الاستفادة من التقنية والرقمنة لمجابهة التحديات العالمية مع التخفيف من حدة آثارها السلبية، وزيادة التمويل لإيجاد حلول تعليمية مبتكرة تلبي احتياجات الشباب مع تهيئة الظروف الملائمة لمنع حدوث خسائر في التعليم في المستقبل. 

ولدور التعليم في بناء الوطن والإنسان ونهضة الشعوب وصناعة المستقبل، فقد لقي التعليم منذ تأسيس المملكة اهتمام القيادة الرشيدة ودعمها السخي على أبنائها محليا وعالميا، وبما أن نهضة الأمم تبدأ بجودة خدماتها التعليمية، وبمناسبة اليوم العالمي للتعليم نحتفي بما تحققه وتشهده المملكة العربية السعودية من ارتقاء التعليم ونهضة التعليم الإلكتروني كنموذج يشهد نمواً متزايداً، مما جعلها رائدة تحتل مكانة عالمية كرائدة للعلم والتعليم.

لقد تمثلت مراحل التعليم في المملكة بخمس مراحل: مرحلة التأسيس والبدايات «1926- 1953» مع بدايات التعليم في عهد مديرية المعارف، مرحلة النمو والتطوير «1953- 1970م» الانطلاقة الكبرى للتعليم في المملكة مع إنشاء وزارة المعارف عام 1373حتى ظهور خطط التنمية عام 1390هـ، مرحلة التنمية والتوسع «1970- 2005م» مرحلة التنمية المخططة إثر الطفرة الاقتصادية بدءاً من الخطة الخمسية الأولى «1390- 1395هـ» حيث شكل التعليم عنصراً بارزا في استراتيجيات خطط التنمية، مرحلة التطوير والجودة «2005- 2013م» دور التعليم باستثماره في العنصر البشري في مواجهه التحديات وتطبيق الاستراتيجيات والسياسات الإنمائية وإحداث تنمية بشرية وتحقيق نمو اقتصادي وبناء مجتمع المعرفة، وأخيراً وليس آخراً مرحلة الطموح والازدهار «2016-2030» بظهور رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني2020م.

وهكذا انطلقت رحلة جديدة من البحث والابتكار والتنمية الوطنية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 لتنويع اقتصاد المملكة، فكان استثمار التقنيات الحديثة والتحول الرقمي حيث حظي التعليم كمحور رئيسي في رؤية المملكة، وتم اعتماد استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة إلى  2025م بوصفه صندوقا اقتصاديا رائدا وفقا لرؤية المملكة 2030 من خلال التركيز على 13 قطاع، مما سيسهم في صنع مستقبل المملكة ومستقبل العالم كونه محركا أصيلا لدعم الاقتصاد المحلي والعالمي ومحققا الاستدامة المالية والتنموية ومرسخا مكانته في دوائر المال العالمية. 

وجهود التعليم  الإلكتروني أبرزت جهود المملكة عالميا في إدارة الأزمة مع ظهور أزمة كورونا بالعالم ظهر جلياً الاستعدادات المبكرة لمواجهة الأزمات ولتخفيف الآثار المترتبة عليها بما يحقق ضمان استمرار العملية التعليمية تحول التعليم إلى التعليم الإلكتروني ممثلا بالتعليم عن بعد، الذي يعتبر أحد أنماط التعليم الإلكتروني فظهرت منصة مدرستي في التعليم العام، واستمرار التعليم الإلكتروني في جميع الجامعات، كما استمرت المملكة رائدة للتعليم والتعلم بالحصول على المركز 14 على مستوى العالم، وحافظت على المركز الأول عربيا و12 على دول العشرين في نشر أبحاث كورونا في قاعدة بيانات شبكة العلوم بـ 935 بحثاً علمياً بنسبة 84% من الجامعات السعودية بينما بلغ عدد الأبحاث الكلي العالمي 45643، وتصدرت جامعة الملك سعود المركز الأول بمجموع 192 بحثا، تليها جامعة الملك عبدالعزيز بـ 137بحثاً، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بـ 81 بحثاً، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بـ 58 بحثاً، وجامعة أم القرى بـ 50 بحثاً. 

وأشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCED بتميز جهود المملكة في التعليم عن بعد بما يعكس الطبيعة التعاونية للعمل الوطني، حيث حققت المملكة التقدم في 13 مؤشرا من أصل 16 مؤشرا على متوسط 36 دولة في مستوى الجاهزية.

د. أماني بنت أحمد البابطين

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA