تتسارع الأحداث، وتتسابق عجلة الزمن، في عالم يعج بالفتن، ويموج بالشدائد والمحن؛ فذاك من وطأة كورونا يئنّ، وآخر إلى السلام يحنّ، ونحن في بلاد الحرمين ـ بفضل من الله ـ ننعم باستقرار وأمن، منّ الله علينا بالتوحيد فانتشلنا من القاع، وأكرمنا بأطهر البقاع، وأتم علينا نِعمه بقيادة حكيمة تمخر بنا عباب المدلهمات، لنرسو على ضفاف الأمان والسلام.
في الحديث «من أَصبح منكم آمنًا في سربه، مُعافى في جسده، عنده قوتُ يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، نِعَمٌ تستوجب الشكر لواهبها، وتستجلب العرفان لمسديها، فالحمد لله أولاً وآخرًا.
ولما كان قدرنا أن نعيش حياة رغيدة، آمنين مطمئنين؛ سلط علينا الحاسدون سهامهم، وحاك لنا الكارهون مكرهم }ويمكرون ويمكر الله واللَّهُ خير الماكرين{. }ولا يحيق المكر السيئ إلا بأَهله{.
إن مما ينبغي التذكير به، والتأكيد عليه مع هجمة الأعداء وتزاحم الألداء؛ الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والالتفاف حول قادتنا ومن ولاهم الله أمرنا، والذود عن مقدراتنا ومكتسباتنا، فليس شيء أجمع لوحدتنا ولا ألمّ لشملنا من وقوفنا صفاً متماسكًا، خلف راية واحدة.
لقد وصف الله قومًا من ضعاف الإيمان والمنافقين بالعجلة، والإعراض عن دين الله، وعدم الرجوع لولاة الأمر عند المدلهمات، يقول تعالى }وإذا جاءهم أمرٌ من الأمنِ أو الخوف أذاعوا به{. ثم وجّه سبحانه لما ينبغي فقال }ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لَعَلِمَهُ الذين يستنبطونه منهم{. فالالتفاف حول ولاة الأمر وأهل الرأي هو طوق النجاة وسبيل الحياة.
وعلى مؤسسات التربية والتعليم عبء كبير في التأكيد على ذلك، وبثه في نفوس منسوبيه من أساتذة ومتعلمين، فعندما يستشعر الفرد دوره في منظومة الوطن ومسؤوليته تجاهه؛ سيكون جنديه الأول وحارسه الحامي، فبيدٍ سيبني وبالأخرى سيحمي، وهكذا تشاد الأوطان، وتعمر البلدان.
اللهم احفظ لنا ديننا وبلادنا، ووفق ولاة أمرنا وأعنهم بعونك.
أ. د. حمود بن إبراهيم السلامة
رئيس تحرير مجلة الدراسات الإسلامية بكلية التربية
إضافة تعليق جديد