«أنا لا أكذب ولكني أتجمل»

 

 

هذا عنوان فيلم مصري قديم شاهدته منذ فتره ولازال العنوان عالقاً بذهني، رغم أني لست ممن تستهويه الأفلام العربية كثيراً، ولكني تابعت هذا الفيلم كاملاً لأن العنوان جذبني بقوة بغض النظر عن أحداث الفيلم الدرامية التي تحكي واقع المأساة التي يعيشها الكثير.

سأكتب عن هذا العنوان الجميل فقط بعيداً عن تفاصيل الفيلم.

أعجبتني عبارة «أنا لا أكذب ولكني أتجمل» ولا أكون مبالغاً إذا قلت إنني أعتبرها حكمة تحمل بين طياتها معاني سامية وتصلح أن تكون عنواناً رئيسياً لوصف أشخاص تميزوا وأبدعوا بتطبيق هذه العبارة.

فأنا حينما أبتسم وأخفي خلف ابتسامتي دموع عيني، فهذا لا يعني أني أكذب ولكني أتجمل، وحينما أقاوم التعب والآلام وأتظاهر بأنني على ما يرام حتى لا يتألم من حولي لألمي فأنا لا أكذب ولكني أتجمل، وحينما أغض الطرف عن تصرف لم يعجبني حفاظاً على المودة فأنا لا أكذب ولكني أتجمل، وإن أظهرت غنى النفس رغم احتياجي فأنا لا أكذب ولكني أتجمل.

فعلاً الكثير من المواقف تجعلنا نتصرف من منطلق «أنا لا أكذب ولكن أتجمل»، والتجمل أمر مطلوب ومحمود بمعناه الحسي أو المعنوي.

كم هم رائعون أولئك الناس الذين يتجملون ولايعرف الكذب لهم طريقا، يبثون المعاني الفاضلة ويزرعون الخير بصدق مشاعرهم.

«أنا لا أكذب ولكني أتجمل»، هل شعرتم معي بجمال هذه العبارة وما تتركه من أثر عظيم ومريح لنا وللآخرين.

سلامي لكل من يضيؤون مشاعل التجمل في كل موقف يستدعي ذلك؛ يتحملون ويتجملون ويجملون حياتهم وحياة الآخرين.

 

عبدالله بن محمد الشمراني

مكتبة الملك سلمان المركزية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA