الصوم ركن من أركان الإسلام وعبادة عظيمة في حياة المسلم، ولها فوائد صحية للبدن والنفس، مما يجعل شهر رمضان فرصة ثمينة لسمو الروح لدى الصائم إيمانا واحتسابا.
أغلب المرضى المستقرة حالتهم، يستطيعون الصيام في رمضان مع تنظيم علاجهم وفق توجيهات الطبيب المعالج، وهناك فئة من المرضى أصحاب الحالات الحرجة والغير مستقرة يشق عليهم الصوم وقد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية، فعليهم اتباع نصيحة الطبيب المعالج في الإفطار لعذر المرض وسؤال أهل العلم عن الحكم الشرعي، فإن الدين يسر ولا حرج فيه.
ليكن فطورك خفيفا مع أذان المغرب ومن أفضل ما يبدأ به تطبيق السنة النبوية بالإفطار على ما تيسر من رطب أو تمر مع شرب الماء.
بعد عودتك من صلاة المغرب فليكن أكلك وشربك معتدلا ودون إكثار، حتى لا يكون هناك عسر بالهضم وتشعر بالكسل والخمول.
يمكنك تناول شرابك وطعامك الصحي المتنوع بعد صلاة التراويح، وباعتدال واترك الطعام وأنت تشتهيه ولا تملأ معدتك.
الحرص على شرب الماء بأوقات متفرقة في المساء لجميع الصائمين ولا سيما لمن لديهم تاريخ في حصوة المسالك البولية.
ليكن سحورك صحياً ومتنوعاً بالخضار والفواكه، مع شرب الماء وتناول الطعام باعتدال وبدون إسراف، وتجنب الأغذية شديدة الملوحة حتى لا تسبب لك العطش في نهار رمضان.
أنصح مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى والكبد وغيرها من الأمراض المزمنة أن يراجعوا طبيبهم قبل رمضان بفترة كافية، لأخذ النصائح الطبية بخصوص مدى إمكانية الصوم وكيفية تنظيم الدواء، ولنعلم أن ديننا الإسلامي دين يسر فلا تشق على نفسك بما لاتطيق.
أنصح مرضى السكري خاصة بتنظيم تناول الأدوية ومعرفة الجرعة المطلوبة عند الفطور والسحور بدقة، وذلك حسب توجيهات الطبيب المعالج، وعادة يتم تخفيض جرعة السحور، والحرص على فحص مستوى السكر في الدم بجهاز قياس السكر المنزلي أو غيرها من الأجهزة الحديثة باستمرار، ومتابعة مستوى السكر ولاسيما عند الشعور بالتعب والتعرق والخفقان وأعراض الانخفاض والمسارعة إلى الإفطار عند انخفاض السكر؛ منعا لحصول الإغماء بسبب الانخفاض الشديد لمستوى السكر بالدم.
شهر رمضان فرصة ذهبية لمن يعاني من السمنة للعزم الجاد على تخفيض الوزن، والاستمرار على ذلك بعد رمضان لتحقيق الوزن المثالي.
رمضان فرصتك أيها المدخن، فعاهد ربك، واستعن به سبحانه، وليكن تاريخ غرة رمضان لهذا العام آخر عهدك بالتدخين، وثق أن هناك نماذج ناجحة فكن أبرزها.
ليكن القرآن الكريم غذاء روحك وطمأنينة قلبك في رمضان وفي أيام حياتك كلها.
انشر السعادة بين أسرتك في رمضان وغيره من الشهور، وكن صائما بأخلاقك الحسنة وحسن تعاملك مع أسرتك ومجتمعك وكل من حولك.
وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يحعل رمضان شهر خير وبركة على جميع المسلمين، وأن يحفظ بلادنا الغالية بحفظه ورعايته، وأن يديم على الجميع نعمة الصحة والعافية، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال.
أ. د. يوسف بن عبدالله التركي
أستاذ واستشاري طب الأسرة
قسم طب الأسرة والمجتمع
كلية الطب
إضافة تعليق جديد