مفهوم النقد الإعلامي

 

في الآونة الأخيرة انتشر مفهوم خاطئ للنقد الإعلامي لدى نسبة كبيرة من طلاب الإعلام، حيث يعتقد البعض أن النقد الإعلامي يركز أو يهتم بالجوانب السلبية فقط، وهذا فهم خاطئ للنقد بشكل عام وللنقد الإعلامي بشكل خاص.

النقد بشكل عام يعني تقييم العمل أو الشيء إيجاباً أو سلباً، والنقد من أرقى العمليات العقلية، وأكثرها تعقيداً، والإنسان يستخدمه في جميع مناشط حياته، بصورة طبيعية وتلقائية، والنقد الإعلامي نشاط عقلي متأمل وهادف، يقوم على الحجج المنطقية، وغايته الوصول إلى أحكام صادقة وفق معايير مقبولة.

ويعتبر النقد الإعلامي مساهماً في تطوير مهارات التفكير الناقد لدى المتلقي نحو المضامين الإعلامية بهدف تمكينه من حسن انتقاء ما يتعرض له المتلقي في وسائل الإعلام، ومن سمات المفكر الناقد التي حددها «هارنادك» «عدم المجاملة في أمور التي لا تعرفها» ولتفكير الناقد نستخدمه بتوجيه مجموعة أسئلة حسب نموذج «لازويل» الشهير وهي: من؟ يقول ماذا؟ بأية وسيلة؟ لمن؟ وبأي تأثير؟

إن مهارات النقد قابلة للتعلم كأي مهارات أخرى يتعلمها الإنسان، ليوسع مداركه وليكون أكثر فاعلية في مواجهة مشكلاته، وأقدر على الإبداع، يكفي الناقد اكتشافه لمشكلة جديدة. يقول توماس دي كويني: اكتشاف مشكلة جديدة لا يقل أهمية عن اكتشاف حل مشكلة قديمة.

من أسس النقد الإعلامي التمييز بين النقد البناء والهدام، ذكرت الدكتورة سامية أحمد علي في كتابها «النقد الإعلامي المسموع والمرئي» أن الناقد الإعلامي يقوم بدور رئيسي في مراقبة الأعمال التي تعرض في وسائل الإعلام والاتصال المختلفة، وله تأثير كبير في تأييد هذه المواد المنشورة أو الهجوم عليها والتقليل من شأنها.

من وظائف النقد الإعلامي أيضاً التأثير في الرأي العام، ترتيب الأولويات وصياغة الأهتمامات، تأطير الأعمال الإعلامية، تقييم العمل الإعلامي، الإرشاد والتوجيه.

 

ثامر هباش الغرمول

علاقات عامة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA