الموقف اللذي لا يمكن نسيانه !

 

بكلية الهندسة تحديداً كان المقرر مع الأستاذ الدكتور عبدالعزيز التميمي أستاذ الهندسة الصناعية أطال الله في عمره وعندما توفيت والدته ـ رحمها الله ـ قاموا بدفنها والصلاة عليها ظهراً في ذلك اليوم وكانت لديه محاضرة بالمقرر عصراً ، مايقارب ٩٥٪ من طلابه بوقتها لم يحضروا باعتقادهم أنه بكل تأكيد لن يحضر بسبب وفاة والدته وخصوصا أنه لم يعتذر عن حضور المحاضرة  ، بوقتها  وكان معي عدد قليل جداً من الطلاب قد حضرنا للمحاضرة لقناعتنا بأنه لايمكن أن لا يحضر، وإذا به كما تعودنا دائما رغم كبر سنه وتأثره بوفاة والدته - رحمها الله - ففي تمام الوقت حضر لقاعة الدرس فكانت رسالة واضحة لنا على أهمية الإلتزام بالوقت والأمانة والحرص.

حيث ذكر لنا بأن ما قام به هو درس لنا على أهمية الالتزام واحترام الوقت.

الجدير بالذكر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز التميمي بدأ طموحه منذ أن كان معيداً في الكلية عام ١٩٦٥م، وخدم جامعة الملك سعود لما يزيد عن ٥٥ سنة ، وتميز أطال الله في عمره بأنه مرجعية لا يمكن الاستغناء عنها  لجميع الطلاب و أعضاء هيئة التدريس في قسم الهندسة الصناعية ، ولا أبالغ أن قلت بأن عدد الساعات الدراسية اللتي يقدمها لطلابه في مكتبه تزيد عن مايقدمه في محاضراته حيث لايوجد مايمنع من دخول الطلاب لمكتبه إلا إذا كان لديه محاضرة ، مكتبه مفتوح طوال اليوم بل أنه حتى في إجازة نهاية الأسبوع كان يحضر لمكتبه وبابه مفتوح لطلابه، أتذكر جيداً أسلوبه المميز في شرح المحاضرات وأتذكر جيداً عندما يقوم بمصاحبتنا لزيارة ميدانية لبعض المصانع خلال العام الدراسي لإعداد التقارير التابعة للمقرر لترسيخ ماتعلمناه على أرض الواقع ، ومن حسن الحظ أن مقرراته اللتي يقدم أشبه بشريان رئيس في الهندسة الصناعية بل أجزم أن العديد من طلابه اليوم في أعلى المناصب  يتمتعون بعلومه ويتذكرونه دائما في حياتهم العملية وأن على يده تعلموا اهم المهارات الهندسية ، لا أبالغ أن قلت بأنه نهر جاري من العلوم الهندسية ولا أبالغ أبداً إذا قلت بأنه حالة نادرة تستحق الدراسة !”

معتز المديميغ

كلية الهندسة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA