استطلاع: فهد الحمود
الكثير من التحديات تواجه الطلاب المبتعثين خارج المملكة العربية السعودية، إلا أن التغير المفاجئ الذي دخل العالم مع انتشار كورونا والذي غير نمط الحياة والعمل أصبح التحدي أكبر ومختلف لطلاب الجامعة المبتعثين خارجيًا.. فكيف عاشوا لحظتها ومرحلتها وظروفها ؟! .. كل ذلك وغيره سنتعرف عليه من خلال حصيلة استطلاعنا للطلاب المبتعثين..
أصعب فترات تجربتي الدراسية
في البداية يقول طلال الشثري، المبتعث بجامعة ولاية أريزونا – أمريكا، في كلية الصحافة والاتصال الجماهيري:
كانت أزمة كورونا مليئة بالتحديات بالنظر إلى التغير المفاجئ الذي طرأ على نمط الحياة وبالعزلة الإجبارية التي كنت مضطراً لها تارة لأسباب مؤسسية وتارة لأسباب شخصية خوفًا من العدوى خصوصاً وأن التجاوب الشعبي والإجراءات الحكومية الأمريكية لم يتسما بالفاعلية، لاعتبارات بعضها اقتصادي وسياسي وانتخابي. دراسياً، تسببت الجائحة في اضطراري لإعادة جدولة بعض المواعيد البحثية المهمة مع لجنة المناقشة البحثية المكونة من أساتذة بعضهم تعرض لوعكات صحية خلال الجائحة، مما تسبب في بعض التأخير. كما أن أزمة السفر تسببت في تأجيل رحلة جمع البيانات المقررة سلفاً للتنفيذ في المملكة. أضيف على الجانب الشخصي أن شهر رمضان 2020 كان من أصعب الفترات في تجربتي الدراسية بسبب ظروف الجائحة.
ويكمل قائلاً: كانت السفارة ممثلة بالملحقية الثقافية على تواصل مع الطلاب عبر البريد الإلكتروني، وكانت المجاميع الطلابية السعودية في كل الولايات المتحدة متفاعلة مع مستجدات الجائحة عبر تطبيقات التواصل الإلكترونية، عبر تبادل الخبرات حول الإجراءات المرتبطة بها، ومنها مرحلة الإجلاء لمن تقدموا بطلب الحصول عليه، بالإضافة إلى الإجابة على تساؤلات كانت متعلقة بمرحلة الحجر المؤسسي التي مر بها الطلاب الذين تم إجلاؤهم.
عدم وضوح في الرؤية:
أما المبتعث في بريطانيا سعد راشد الماجد من قبل جامعة الملك سعود في كلية العلوم الطبية التطبيقية، قسم البصريات فأجاب: كانت تجربتي الدراسية أثناء أزمة كورونا صعبة ومليئة بالتحديات لتأثير إجراءات الجائحة على الحالة النفسية والخطة الدراسة، أضف لذلك بأن الجائحة تعتبر استثنائية ولم يسبق لها مثيل ولم يكن هناك وضوح في الرؤية للمستقبل القريب أو متى ستنتهي الأزمة، وقد قضيت أول ٦ شهور من الجائحة أدرس عن بعد، حيث كان أغلب وقتي المخصص للدراسة كان مخصصًا للقراءة والكتابة. وكنت أتواصل بشكل دوري مع مشرفي الدراسي. بالإضافة لذلك كنت أحضر بعض الدورات لتطوير المهارات عن بعد.
ويكمل: للأسف قد تأثرت دراستي بشكل سلبي خلال أزمة كورونا بسبب إغلاق الجامعة لمعاملها لمدة سنة ونصف تقريبًا. حيث إنني طالب دكتوراه في السنة الثانية والخطة البحثية تتطلب مني جمع بيانات في المعمل. لذلك أوقفت بعثتي مؤقتًا بعد ٦ أشهر من بداية الجائحة. الوضع الآن في تحسن وقد تم فتح المعامل وفي القريب العاجل سوف أعود لدولة الابتعاث لإكمال مسيرتي التعليمية.
ويواصل حديثه قائلاً: كان تواصلي مع الملحقية الثقافية البريطانية (التي تمثل السفارة) من خلال موقع سفير الإلكتروني وكان التواصل بناءً و داعمًا للمبتعث من جميع النواحي الدراسية والمالية والصحية، حيث خصصوا ارقام تواصل مع أطباء للإجابة عن أي استفسار صحي. وكانت هناك عدة اجتماعات عن بعد مع ممثلي الملحقية للإجابة عن استفسارات المبتعثين.
فيما يخص التواصل مع زملائي المبتعثين كان بشكل مستمر ومتواصل خلال الجائحة عن طريق تطبيق التواصل الاجتماعي (واتساب) الذي يضم أعضاء نادي ليستر وأكثر من ١٦٠ عضوًا من مبتعثين ومرافقين في مدينة ليستر. وكنا نتشارك الخبرات والتجارب ومناقشة جميع المواضيع ذات الأهمية ومنها مستجدات كورونا.
تجربة سيئة وانعدام للتواصل الاجتماعي:
فيما يقول المبتعث مشاري رميزان الرميزان من جامعة جامعة ليفربول في كلية أمراض الشيخوخة والأمراض المزمنة بقسم عيون وعلوم الرؤية: للأسف تجربة سيئة جداً، كان العمل تحت ظروف أزمة الكورونا صعبة جداً، بالاضافة إلى أن انعدام التواصل الاجتماعي الملموس كان مهلكًا!! ولا يوجد بشر للتخاطب معهم أو للتنفيس أو لتغيير الروتين المميت بعد العمل! والمدينة هادئة جداً كبلدة أشباح وكل شيء مقفل ما عدا المستشفى الذي أعمل به، تشابهت عليّ أيام وسط الأسبوع وأيام نهاية الأسبوع وانعدمت المتعة وصفاء الذهن.
ويؤكد قائلاً: بكل تأكيد! الكل تضرر من أزمة كورونا. بحثي مرتبط بأنواع معينة من المرضى ومع الكورونا والإجراءات الاحترازية أصبح حضور المرضى صعبًا جدًا مما أدى إلى تأخير المدة المتوقعة لجمع العينات.
وحول تواصله مع المبتعثين السعوديين قال: لا بأس فيه، لكن أغلب المبتعثين عادوا للمملكة العربية السعودية أثناء وقت كورونا.
أما السفارة فلم أتخاطب معها إلا عن موضوع الإجلاء للمملكة، ولكنني اضطررت للعمل في Royal Liverpool University Hospital منذ بداية الأزمة لاستكمال البحث عن مرضى مناسبين لمشروع الدكتوراه حتى يومنا هذا.
التكيف مع الوضع:
فيما يقول المبتعث في سيدني سلطان محمد العتيبي من جامعه الملك سعود، قسم البصريات وعلوم الرؤية: لا شك أن الدراسة في زمن جائحة كورونا تختلف عنه ما قبل الجائحة، حيث استحدثت الجامعة لدينا خطة عمل تتناسب مع الظرف الحالي للجائحة، وذلك من خلال تحديد ساعات التواجد في المعامل وتحديث قواعد السلامة بما يحفظ سلامة الجميع إضافة إلى محدودية الحصول على متطوعين للدراسات الإكلينيكية.
أما من ناحية النشاط الطلابي فبسبب ظروف الجائحة الحالية تم إلغاء كثير من الفعاليات الطلابية والاستعاضة عنها بالفعاليات الإلكترونية.
أما حول الضرر فقال: هناك تأثير محدود والحمد لله تم التكيف مع الوضع الحالي وبتضافر الجهود تم التغلب على التحديات.
وأكمل حديثه: لدينا تواصل إلكتروني دائم مع الزملاء في النادي السعودي بالجامعة، وكان لدينا فرصة للاحتفال بعيد الفطر الماضي بشكل محدود.
وفيما يتعلق بالتواصل مع السفارة فالملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين - مشكورة- تواصلت مع المبتعثين خلال الأسبوع الأول من الجائحة، وذلك بالاتصال بهم والسؤال عنهم وعن احتياجاتهم، إضافة إلى عقد عدة لقاءات مع الملحق الثقافي د. ربيع هريدي للإجابة على استفسارات المبتعثين.
وأود أن أستغل هذه الفرصة لشكر خادم الحرمين الشريفين المللك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين على ما يبذولانه لرفعة الوطن والمواطن.
إضافة تعليق جديد