نقول لكم حضوريا: حياكم الله

زاوية: بقعة ضوء

هذا هو الفصل الدراسي الرابع الذي يتم فيه التدريس في ظروف وباء كورونا الحالي الذي حل بالعالم اجمع، ندعو الله ان يرفعه عنا وعن المسلمين والبشرية جمعاء عاجلا غير آجل. في الفصول الثلاثة الماضية كانت الدراسة في معظمها عن بعد، ولكن في هذا الفصل وبعد توفر اللقاحات الفعالة وأخذها من قبل الكثير من المواطنين، وكذلك الإبقاء على الاحترازات المرسومة من قبل الجهات المختصة، فإن الدراسة عادت لسابق عهدها لتكون حضورية ما أمكن، ولله الفضل.

الدولة، وفقها الله، بذلت جهودا جبارة في التعايش مع هذا الوباء والانفكاك من قيوده، لتكون الحياة التعليمية سائرة بشكل طبيعي بدون مزيد من الأغلاق والتوقف التام او جعل العملية التعليمية تنفذ عن بعد. جهود الدولة المباركة في هذا الشأن كانت ممثلة في جهود وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، حيث وجدنا التكامل والتنسيق بين هاتين الوزارتين كي تعود العملية التعليمية إلى سابق عهدها حضوريا ومتحدية الوباء وما خلفه من أثار خلال الفصول الماضية. وزارة الصحة عملت على توفير المعلومات والتوصيات وما يلزم من الاحترازات واللقاحات الخاصة بالطلبة والطالبات. وزارة التربية و التعليم بدورها قامت من ضمن أمور أخرى كثيرة، بسن الأنظمة في الأخذ بما تنصح به وزارة الصحة والجهات المختصة الأخرى بهدف مزاولة التعليم حضوريا بشكل مقنن وآمن. 

نحن كآباء وأساتذة في الجامعة وجدنا ان هذا الوباء في بداياته فرض علينا ظروفا صعبة والتي كانت تتمثل في تعطيل كثير من مناحي الحياة بما في ذلك العملية التعليمية وجعل كثير منها عن بعد. في البيت والمدرسة والجامعة، وكذلك في المواد النظرية او العملية او حتى ما يخص المستشفيات، سواء كانت خدمة المرضى او تعليم طلبة الكليات الصحية، كل هذا افرز حياة غير طبيعية وصعبة، وربما أصبح هناك تعارض لا يطاق. على سبيل المثال لا الحصر، تجد ان المعلمة في بيتها عليها تدريس طالباتها عن بعد، وفي نفس الوقت عليها متابعة اطفالها في البيت مع منصة مدرستي، خاصة في المراحل الأولى من الابتدائي. إنها مهام وواجبات متشابكة ومتعارضة أحيانا على المؤسسة التعليمية والبيت إضافة الى من يرسم الخطط والأنظمة في الجهات الصحية او التعليمية. من المؤكد أن جودة التعليم عن بعد لن ترقى إلى جودته عندما يكون حضوريا وهذا مالاحظناه في إجابة طلبتنا في الاختبارات، وكذلك وبكل شفافية، نراه جليا في مستوى تقييم الطلبة لأساتذتهم في نهاية الفصل، حيث يجيب بعضهم برأي سلبي، مثلا عندما يسأل عن مدى تحصيله العلمي في المقرر أو ماذا عن اقتناعه بعطاء استاذ المادة.     

 

أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي

كلية علوم الحاسب والمعلومات

yaalotaibi@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA