يعود اليوم الوطني إلينا كل سنة؛ كي يحفزنا على الاستمرار في الطريق نحو المستقبل، وتجاوز عقباته، والاستجابة لتحدياته؛ ذلك أن اليوم الوطني أيقونة ملهمة لنا، تذكرنا بقوتنا، ونجاحنا، ومجدنا، ووحدتنا، وكفاحنا.. إنه يوم يجمع كل معاني الوطنية، ويعيد نسجها في نفوسنا.
كلنا نحب الوطن، وكلنا نحب رفعته.. ولكن كيف يعبر كل منا حقيقة عن هذا الحب؟ إن التعبير عن حب الوطن بالاحتفالية والسرور ورفع الأعلام، يعد شكلا مهما، لتذكيرنا بهذه المناسبة، وتعبيرا منا عن اعتزازنا بها وحبنا لوطننا، وإعلانا منا للولاء لهذا الوطن وقادته..
والتعبير عن حب الوطن في كل مجال يتمثل عبر الإنجاز المتقن للموظف في إدارته وخدمة المواطنين، وتزداد الوطنية بمقدار تحقيقه للهدف الذي وضعه ولاة الأمر به، وسعيه لتقديم صورة مشرقة للوطن من خلال عمله، فكل موظف في القطاع الحكومي أو الخاص هو على ثغرة مهمة، وبتعامله يجسد روح الوطن، ويجسد حبه للوطن.
وحب الوطن يتجلى في الإعلامي الذي ينقل بحرفية ومهنية إنجازات الوطن، ويجتهد بالعرض المشوق المبني على معلومات ومدعم بالشواهد عبر معالجة إعلامية تتجاوز التغطية العابرة ويغوص إلى التحليل والتفسير ودفع الجمهور إلى المشاركة في الحراك التنموي.
وتتجلى معاني حب الوطن في ذلك الطالب الذي يحرص على الالتزام بأخلاقيات طلب العلم ويجتهد في التحصيل والجد ليكون طبيبا أو مهندسا أو مدرسا، وأن يكون إضافة نوعية لأسرته ومجتمعه، عبر يقظة ضمير في معالجة مريض دون أخطاء.. أو تشييد مبنى تعيش به أسر بأمان..
كل هذه المعاني وغيرها تجسد حب الوطن في الناس، تجسد الوطنية الحقيقية في المواطنين.. وتذكرنا بآبائنا الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن ننعم بوطن موحد قوي، وأن نستمتع بخيرات وطننا، ونعيش فيه بأمان واستقرار، وتكون لدولتنا مكانة مرموقة إقليميا ودوليا.. فلم نصل إلى هذه المكانة إلا بجهود متواصلة عبر السنين، يحملها قادة المملكة العربية السعودية، منذ المؤسس رحمه الله، وحتى تسلمها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله.
أولئك آبائي، فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
تأتي ذكرى اليوم الوطني وسط تحديات مستقبلية كبيرة، تحديات بحجم المملكة الكبير، واحتفالنا باليوم الوطني إعلان منا بأننا قادرون على مواجهة هذه التحديات، وصناعة مستقبل مشرق من رحم هذه التحديات، كما فعل آباؤنا من قبل.. وستأتي الأجيال وهي تحمد ما صنعناه لها، وقد سلمنا لهم هذا الوطن بأحسن صورة، وأكثر قوة وازدهارا.
د عادل عبد القادر المكينزي
إضافة تعليق جديد