عيد الدار

زاوية: شبه رأي

هي لنا دار: شعار احتفال وهوية وانتماء، شعار يأخذك لفخر التاريخ واستقرار الحاضر وآمال المستقبل، فوطن تأسس على الحرية لابد أن يكون يومه الوطني عيد للحرية والأحرار، لم يخضع لمستعمر أو محتل، ولم يتسول حريته من سلاح الأجنبي، فإبن هذه التراب الطاهرة عصب رأس الكرامة بكرامة العز، وجمع الشتات، وأسقط رؤوس الطمع بسيف العدل والعطاء وحارب الجهل بوحي السماء وسيرة نبي، معجزة الرحمن تجسدت في إدارة رجل حمل روحه على كفه وسار بخطى تحسب الموت بالموت ومع كل صرخة تكون معركة تقومها منية وتحميها منية، جلبت الأرواح بسوق المنايا، فثمن الحياة موت وثمن الأرض موت، وزال الحذر من قلب الشجاع (لا كريم إلا كريم بروحه يوم المنايا حاضر قصابها) في الكف عبدالعزيز السيف وبالقلب عبدالعزيز الرجل، هنا تولد الذكرى وهنا يكون الاحتفال.

أبناء اليوم هم أحفاد التضحيات والمصاعب والمعارك، فوراثة المجد مسؤولية ترعب من غابت عنه تضحية الأجداد، فوالدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز لم يعلمنا التاريخ بكتاب يحفظ بل قدمه بنموذج وسلوك، فكان مع أشقائه الملوك جندي مخلص وأمين، ومع وطنه مسؤول يعمل بإنجاز ويأمر بإنجاز حتى جعل من عاصمة مملكتنا جوهرة للمدن والحواضر.

وسلمان الملك بنى فعل المسؤولية على المحاسبة والمحافظة على حقوق الناس والمكتسبات فهو خصم للمتجاوز وقاضٍ عادل للمظلوم، يعرف الكل ويحاسب الكل، لايتقدم عنده أحد على أحد إلا بالحق.

عيدنا الوطني هذا العام حضرت معه جائحة كورونا ففي هذه الكارثة الصحية التي أصابت العالم من أقصاه إلى أقصاه، برزت قيادتنا الحكيمة بمسؤولية جعلت صحة الانسان أولاً وثانياً وكل ترتيب أعداد السلامة، توقفت المصالح، وسخرت الإمكانيات، ليحصن الانسان بأسباب الوقاية، أصبحت سلامة جميع من على هذه الأرض العزيزة مسؤولية الدولة بغض النظر عن شرعية وجوده، وأضحت بلدنا نموذج إنساني يحارب الداء والمرض.. فحمت الإنسان من فيروسات اخترقت الأجساد، ونهبت الاقتصاد، وعطلت الحركة والعمل، وطن يكون فيه الإنسان إنسان تحفظ كرامته وسلامته من تجاوزات البشر وانتهاكات الأقدار.

وطن قدم رؤية المستقبل للمستقبل فتزاحمت على أبواب النجاح مبادرات العطاء والكفاءات لتختبر بتحدي، وتعطي بثقة، ففارس الرؤية المستقبلية -سمو ولي العهد-  راهن على الإنسان السعودي قبل الإمكانيات المادية فقال «أجدادنا عاشوا بدون بترول أو وفرة مادية وهم من جاء بالإمكانيات» فقط الانسان هو الاستثمار لا فرق في النوع ذكر أم أنثى، مايميز هو العطاء والكفاءة وطهارة المبدأ، تتنافس الكفاءة مع الكفاءة بعطاء وتعاون وليس بالاعتبارات المتحيزة... كل عام ووطنا فخر عبدالعزيز وعطاء سلمان وإنجاز محمد، ونردد بصدق وولاء ونقول: هي لنا دار.

د. مطلق بن سعود المطيري

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA