نحتفي جميعاً بحلول يومنا الوطني الواحد والتسعون للمملكة العربية السعودية ، مستذكرين الملحمة التاريخية التي خاضها الأجداد والآباء تحت راية التوحيد بقيادة مؤسس المملكة وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن «طيب الله ثراه». ففي هذا اليوم المبارك وحد الملك المؤسس البلاد ولم الشمل وصنع دولةً قوية أساسها الإسلام ومنهجها القران والسنة. ولم يتوقف رحمه الله عند هذا الحد بل رسم مبادئها السامية ومستقبلها المشرق نحو التنمية والبناء ، وتبعه بعد ذلك أبناءه ملوك المملكة على هذا النهج الذي جمع بين أصالتنا العربية ، وعقيدتنا الإسلامية ، وهويتنا الثقافية ، وشغفنا نحو التطور والازدهار. وفي عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، شهدت المملكة نقلة نوعية وغير مسبوقة على كافة الأصعدة ، حيث أصبح للملكة رؤية واضحة رسم مفاصلها ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي استطاع أن يحقق انجازات استثنائية وسريعة لم تكن بالحسبان. فقد فاجئ سموه العالم أجمع بمضاعفة الاقتصاد ، ورفع مؤشرات الناتج المحلي غير النفطي لأعلى مستوياته ، ومكن دور المرأة في سوق العمل ، وأعاد هيكلة صندوق الاستثمارات العامة حتى أصبح من أكبر صناديق الثروة السيادية بالعالم. أما في المجال العلمي ، فقد تلقت الجامعات السعودية دعماً استثنائياً من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وذلك لإيمانهم وثقتهم بأهمية مؤسسات التعليم العالي بشكل عام وجامعة الملك سعود بشكل خاص في نهضة وازدهار المملكة. فإختيار سمو ولي العهد لجامعة الملك سعود لتكون في مقدمة الجامعات العالمية أعطى إشارة واضحة على متانة وقوة الثقة التي يوليها ولاة الامر -حفظهم الله- لهذا الصرح العلمي العظيم الذي رفع أعمدته زملاء لنا سابقون ويكمل مسيرتهم قادة عازمون على حمل راية العلم والتعليم بمساندة أعضاء هيئة تدريس متميزون ومدركون لمسؤولياتهم ودورهم في بناء قادة المستقبل. إن هذه الثقة الكريمة لم تزدنا فقط اعتزازاً وفخراً وإنتماءً لهذا الوطن الغالي بل رفعت سقف طموحاتنا ومسؤولياتنا تجاهه مانقدمه من خدمة لطلاب وطالبات هذا الوطن المعطاء ورفع اسم المملكة بالمحافل الدولية في كافة مجالاتنا البحثية ، والتعليمية ، وخدمة المجتمع.
وفي النهاية، يحق لنا أن نسعد جميعاً في هذا اليوم السعودي بإمتياز ، وأن نتبادل التهاني والتبريكات لبعضنا البعض سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وشعبنا الكريم ، وأن تستمر انجازاتنا تحت راية التوحيد في بلد العطاء والوفاء.
أ.د. طارق بن علي الصالحي
عميد كلية علوم الرياضة والنشاط البدني
إضافة تعليق جديد