يشكل اليوم الوطني مناسبة عزيزة علينا، وعلامة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية، فهو ليس مجرد ذكرى للحظة تاريخية فارقة انطلقت معها بشائر الخير والنماء والتوحيد، نحتفل من خلالها بما أنجزته البلاد من مكاسب سياسية وأمنية وعمرانية وحضارية فحسب، ولكننا نحتفل أيضاً بالتلاحم الذي يسود هذا الوطن ووحدته وعرى الولاء ومتانة أواصر الانتماء.
لقد كان هذا اليوم فصلاً مهماً في تاريخ هذا الوطن نحو التكامل والوحدة، يحكي أمجاد هذا الوطن بما يحمله من المغزى والمعنى لمسيرة تاريخٍ عظيم رسمه المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي أرسى دعائم دولة واسعة الأرجاء مترامية الأطراف، وسيبقى هذا اليوم محفوراً في ذاكرة الأجيال والوجدان؛ لأنه مثّل خطاً فاصلا صنعه موحد هذه البلاد بين الشدة والرخاء، بين عهد التشظي والحاجة وبين عهدٍ جديد مليء بالشواهد الحضارية والتحولات التي أنتجت نموذجاً فريداً للدولة العصرية المتقدمة وهو ما يسير عليه ولاة الأمر في هذه البلاد نحو مزيد من العطاء والعزم لهذا البلد الأمين.
واحد وتسعون سنة من تأسيس هذا الوطن، تحققت فيها انجازات طالت عنان السماء بأمجادها وخيراتها المثمرة وتربعت معها المملكة الصدارة في مجالات حيوية مهمة وما تزال المسيرة واعدة بالخير والنماء والعطاء بإذن الله في قادم الأيام.
ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني نتذكر الجهود المباركة التي بذلتها حكومتنا الرشيدة في مواجهة جائحة كورونا التي انتشرت خلال العامين الماضيين، وبدعم وتوجيه مستمر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ وتوجيهاتهم بحشد الموارد الكفيلة باحتواء تفشي الفيروس، وجعله ضمن دائرة التحكم والسيطرة، وهو ما جعل بلادنا تحقق المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر نيكاي للتعافي من جائحة كورونا بفضل القرارات والإجراءات الاحترازية والاستباقية التي أبقت معدل انتشاره في منحنيات تعد الأقل عالميا.
هنيئاً للقيادة الحكيمة باليوم الوطني، وهنيئاً لهذا الشعب بيوم الوطن، وهنيئا للوطن بيومه، ودام الوطن لنا داراً سالماً آمناً وبهيجا.
أ.د. خالد بن علي فودة
عميد كلية الطب
إضافة تعليق جديد