لا يخفى على كل صاحب بصيرة أن وباء كرونا الذي ضرب العالم بأسره قد تسبب في خسائر مادية واقتصادية ومصائب في إزهاق الأرواح الكثيرة من جميع الدول والقارات. هذه الآثار السلبية لم يكن قطاع التعليم والتدريب بمنأى عنها وانما هذه القطاعات تضررت ولربما تتأثر سلبيا حتى بعد تعافي العالم تماما من هذا الوباء القاتل. لذلك كل واحد منا تجده يبتهل في صلاته وجميع اوقاته الى المولى سبحانه بأن يرفع عنا وعن العالم هذه الجائحة وألا يسلط علينا مثل هذه الأوبية وغيرها من الجوائح في هذه الحياة الدنيا. الحمد لله، خلال هذه الأسابيع من الأمور التي نتفاءل بها حول هذا الوباء ان الانفتاح في إغلاقات السفر والتعليم وأنشطة العبادات، مثل العمرة، بدأ ينتشر ويعم في الدول وذلك للانخفاض المستمر في الإصابات والوفيات الناتجة من هذا الوباء، ولكن واجب على الجميع أن نستمر في إكمال اخذ التطعيمات والالتزام بالاحترازات المعلنة.
على الجانب الآخر، نرى ان هذا الوباء أفرز بعض الجوانب الإيجابية وكأننا نرى المقولة المشهورة التي نصها: رب ضارة نافعة، على ارض الواقع في حيثيات الوباء وما افرزه على مستوى الأفراد والعوائل والمؤسسات والدول. من هذه الجوانب الإيجابية هو ان جعلت الجهات التعليمية والتربوية تعلم ان به خيار آخر لمزاولة التعليم، الا وهو التعليم والتعلم والتواصل عن بعد ومن الممكن الأخذ به عند الحاجة. لذلك ترى ان الكثير من الجامعات والمدارس قد قامت بتجهيز مراكزها بما تحتاج من منصات التدريس عن بعد إضافة الى ما تحتاجه من أجهزة او برمجيات او قنوات اتصال للقيام بهذا النوع من التواصل لأجل التعليم او الاجتماع او عمل مناقشات الرسائل والاختبارات. أضف الى ذلك وعلى مستوى الفرد، فقد جعلت المعلمين والمدربين والموظفين بأن يتعلموا على منصات وأدوات التعليم عن بعد وتكون لديهم الخيارات الكثيرة لممارسة هذا النوع من التواصل مع الآخر او الآخرين.
مزاولة ومعرفة احتياجات وتجهيز التعليم والتدريب والتواصل عن بعد اعتقد انه مهم للوطن ومؤسساته وذلك لجعله خيار متوفر وسهل الأخذ به في أي وقت وفي أي ظرف غير عادي. مثلا عند وجود تعذر وصول الطلبة لجامعاتهم او مدارسهم بسبب الأمطار او الأعاصير فمن الممكن ان الجهة التعليمية ان لا تعلق الدراسة ولكن تتجه في هذه الحالة الى التدريس عن بعد لبعض الوقت حتى انتفاء الحاجة.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد