جائحة كورونا وتغيير التكنولوجيا للعالم في السنوات الخمس المقبلة

لقد قيل أن البيانات هي ما يمد الصناعات في جميع أنحاء العالم بالطاقة. وفي عالم اليوم قد يكون من الصعب علي  الشركات - كبيرة كانت أم صغيرة - أن تظل قادرة على المنافسة دون القدرة على جمع البيانات وتحويلها إلى معلومات مفيدة. توفر تقنية المعلومات الوسائل لتطوير ومعالجة وتحليل وتبادل وتخزين وتأمين المعلومات.

ويعني مصطلح   تكنولوجيا المعلومات بأنظمة  المنظمة وشبكاتها وبياناتها وتطبيقاتها وجميعها متصلة وتعمل بشكل مترابط . ويعمل متخصص تكنولوجيا المعلومات في مراقبة أداء التطبيقات و والبنية التحتية من الخوادم والشبكات والتخزين  واستكشاف الأخطاء وإصلاحها ؛ ويشرف على أمن وحوكمة التطبيقات وكذلك النشر والتشغيل والمراقبة اليومية، للأنظمة والشبكات والتطبيقات، وترقيات البرامج ، وتدريب المستخدمين ، وإدارة ترخيص البرامج ، والمشتريات ، والأمن ، وإدارة البيانات وغيرها .

وفي المنتدي الاقتصاد لعام 2020 سئل رواد التكنولوجيا عن آرائهم حول كيفية تغيير التكنولوجيا للعالم في السنوات الخمس المقبلة. ( يستقطب المنتدى الاقتصادي العالمي نحو 3000 شخص، ثلثهم تقريباً من قطاع الأعمال. )

وكانت ابرز القضايا  كالتالي (تصنيع مُحسَّن بالذكاء الاصطناعي): تعد سلاسل التوريد العالميه الراهنة انظمه غير شفافة فهي تتضمن إهدار كميات كبيرة من الطاقة والمواد والوقت. وبسبب الإغلاق طويل الأمد للسفر الدولي والإقليمي بواسطة -COVID-19 ستتبنى الشركات التي تصمم وتصنع المنتجات التقنيات الحوسبة السحابية  مما  سيمكن  من التدفق الشامل للبيانات والخوارزميات الذكية التي تعمل على  خطوط التصنيع وتحسن بشكل مستمر جودة المنتج و سيقل إجمالي الهدر في التصنيع بنسبة تصل إلى 50٪ .

(تحول الطاقة بعيد المدى): تعتبر التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وتلوث الأتربة والأنهار، والإستهلاك الكبير لموارد الغابات، وغيرها من الأخطار البيئية احدى الآثار التي يلعب التصنيع دورا أساسيا فيها. في عام 2025 ، سيُنظر إلى البصمات الكربونية على أنها غير مقبولة اجتماعيًا وصحيا  ، وسيعمل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي على تسريع إزالة الكربون في الصناعات الثقيلة .

ستظهر  مجموعة متنوعة من التقنيات الجديدة التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون في العالم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.   وسيتم على سبيل المثال تصميم مواد جديدة بخصائص مرغوبة  كمحفزات أفضل لصناعة السيارات تحد من الانبعاثات وتساعد في مكافحة تغير المناخ والتلوث البيئي الذي يهدد صحة البشر .

وجدير بالذكر هناالبرنامج الذي اطلقته  شركة مايكروسوفت  “AI for Earth ، والذي يهدف الى حماية الارض من خلال  البحث والتكنولوجيا في تقنيات الذكاء الاصطناعى في قطاعات أربعه رئيسه : الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي وتغير المناخ.

(ثورة طاقة نظيفة مدعومة بالتوائم الرقمية): على مدى السنوات الخمس القادمه  ستكون تكلفة بناء الطاقة المتجددة الجديدة أقل من التكلفة الهامشية للوقود النفط والغاز . التطور السريع للتوائم الرقمية - النسخ المقلدة الافتراضية للأجهزة المادية - سيدعم التحول على مستوى الأنظمة في قطاع الطاقة، سعةالرياح البحرية، و الابتكار في الطاقة الشمسية،  حيث سيؤدي التعلم الآلي  الذي يجمع بين النماذج القائمة على الفيزياء والبيانات الضخمة إلى تصميمات أصغر حجمًا وتكاليف تشغيل أقل وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة للجميع . مما سيمكن من القدره على مراقبة النظام البيئي في الوقت الفعلي وتحويله إلى نظام  أكثر أمانًا ومرونة واستدامة.

(بدأ مستقبل  مزدهر لصناعة البناء): سيصبح البناء سلسلة متزامنة من عمليات التصنيع ، مما يوفر التحكم والتغيير والإنتاج على نطاق واسع. سيكون لبناء المنازل والمكاتب والمصانع وغيرها بطرق أكثر أمانًا  واستدامة وأسرع وفعالية من حيث التكلفة .  فمن خلال الانترنت وتطبيق أدوات التعلم الآلي وأدوات الذكاء الاصطناعي ستعزز قدرة المتخصصين الميدانيين علي إدارة المشاريع بشكل استباقي بدلاً من رد الفعل. وتمكن الدقة في التخطيط والتنفيذ المتخصصين في البناء من إنشاء عمليات قابلة للتكرار يسهل التحكم فيها وأتمتتها وتدريسه ، كذلك التقاط الصور رقمنة هذه الصور، من أجل إنشاء خرائط سكانية جديدة  بهدف فهم تأثير تغير المناخ على هجرة البشر عبر مرور الزمن.

(تلاشي المساحات المادية والافتراضية): أظهر لنا الوباء الحالي مدى أهمية التكنولوجيا في الحفاظ على الاتصال وتسهيله - ليس فقط لأغراض العمل ، ولكن لبناء روابط عاطفية حقيقية. في السنوات القليلة المقبلة ، يمكننا أن نتوقع أن نرى هذا التقدم يتسارع ، مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المصممة لربط الأشخاص على المستوى البشري وتقريبهم من بعضهم البعض ، حتى عندما يكونون منفصلين جسديًا. الخط الفاصل بين المساحة المادية والافتراضية سيكون غير واضح إلى الأبد. سنبدأ في رؤية  الأحداث العالمية - من SXSW إلى مهرجان Glastonbury -  ببدائل رقمية بالكامل ، تتجاوز البث المباشر البسيط إلى التجارب الكاملة.

ومع زيادة الاتصال الرقمي ، سيتمكن  المستخدمين من التحكم الكامل  في بياناتهم. ستصبح تقنيات تعزيز الخصوصية (PET) كفئة تقنية هي السائدة. ستكون عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات الخصوصية والأمان في المؤسسة .

(فهم الأسرار المجهرية المخفية على الأسطح): يحمل  سطح  الأرض  الكثير من الميكروبات التي تحدث بشكل طبيعي وتتألف من أنظمة بيئية بكتيرية وفطرية فيروسية خفية . ستعمل التكنولوجيا على أخذ عينات بيانات الميكروبيوم  غير المرئيه ورقمنتها وتفسيرها بسرعة  مما سيؤدي إلي فهمنا لكيفية انتشار مسببات الأمراض.  والبيئات التي تمثل خطر أعلى للتناقل الميكروبات  ، وكيف تتأثر هذه المخاطر بأفعالنا وتتغير بمرور الوقت. وبالتالي سينعكس هذا الفهم على كيفية تصميم وتشغيل للبيئات المختلفه  من المباني والسيارات ومترو الأنفاق والطائرات ، وبالتالي  المحافظه علي  النشاط  الاقتصادي دون التضحية بالصحة العامة.

 (تحول نموذج الرعاية الصحية إلى الوقاية من خلال النظام الغذائي): ستتبنى أنظمة الرعاية الصحية نُهجًا صحية وقائية من خلال التكنولوجيا القائمة على بيولوجيا الأنظمة والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي ستزيد بشكل كبير من معرفتنا بدور المغذيات النباتية في صحة الإنسان .

بعد جائحة عام 2020 ، سيكون المستهلكون أكثر وعيًا بأهمية صحتهم مسلحين بفهم أعمق للتغذية للمساعدة في دعم دفاعاتهم الطبيعية. ، وستعزز صناعة الأغذية العالمية و صناعة الرعاية الصحية من تقنيه  ذكاء نبات الارض   و تقديم مجموعة أوسع من  المنتجات لدعم المخرجات  الصحية المثلى. وتحفيز الناس على الاعتناء بأنفسهم في محاولة لتقليل التكاليف غير المستدامة.

جدير بالذكر انه في معهد رينسالر للفنون التطبيقية ومركز أبحاث شركة (أي.بي.إم) للتكنولوجيا في نيويورك قاعدة بيانات أكثر من 67 مليون وصفة غذائية فضلا عن رسومات بيانية توضح العلاقة بين هذه الوصفات وقيمتها الغذائية ويهدف الي مساعدة المستخدم للوصول إلى الوجبة الصحية التي تلبي ذوقه واحتياجاته الصحية، مع تجنب بعض المكونات التي ربما تكون ضارة بسبب ظروف مرضية معينة.

ويعمل المجلس  العالمي الرقمي للاغذيه مع منظمة الفاو باستخدام اداوت التصوير عبر الأقمار الصناعية، وأجهزة الاستشعار عن بعد، وتطبيقات الهاتف المحمول وتطبيقات بلوك تشين في مشاريع لتحسين سلاسل الأغذية، وإدارة الموارد المائية، ومكافحة الآفات والأمراض، ورصد الغابات، وتحديد الأنواع، وزيادة استعداد المزارعين اثناء الكوارث.ومن ذلك برنامج ميكروسوفت التشخيصي “نظام الإنذار المبكر للتغذية” ، حيث يقوم هذا البرنامج بالتنبؤ بأزمات التغذية قبل حدوثها ..... يتبع العدد القادم

د. أسماء بنت عبدالله اليِمْنِي

كليه اداره الأعمال

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA