الجامعة والتصنيفات العالمية

زاوية: بقعة ضوء

جامعة الملك سعود هي اول جامعة وطنية يتم إنشاءها، حيث أمر بإنشائها جلالة الملك سعود- يرحمه الله- قبل أكثر خمس وستون سنه. هذه الجامعة لها أهمية خاصة، وذلك لأنها في العاصمة وخرّجت الكثير من الأمراء والوزراء وكبار قيادات الوطن في القطاعين الحكومي والخاص. إنها جامعة على اسمها، حيث جمعت كل التخصصات والكليات سواء كانت تخصصات إنسانية او علمية او هندسية او صحية، وبها كليات متخصصة في علوم دقيقة كما هو الحال في كثير من جامعات العالم المتقدم. جامعة الملك سعود كذلك كانت النواه التي تكونت منها بعض جامعاتنا الناشئة في ما بعد، مثل جامعة الملك خالد بأبها و جامعة شقراء بمدينة شقراء. 

بناء على ما سبق، فإن جامعة الملك سعود لا ينقصها أي جزئية ولا متطلب من متطلبات السبق والتميز البحثي والعلمي والأكاديمي، إضافة إلى طموح التميز في التصنيفات العالمية والإقليمية والوطنية. المسؤولون في حكومتنا الموفقة ذكروا مرارا أن جامعة الملك سعود تُعطى أهمية خاصة والمأمول منها كل التميز الذي يليق بها، وكان أبرز هذه التصريحات هو تصريح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- قبل اقل من ستة أشهر حيث قال: إن هدفنا في رؤية 2030 هو ان تكون جامعة الملك سعود ضمن أفضل عشر جامعات في العالم. فعلا هذا ما نراه درجة مستحقة لهذا الصرح العلمي المهم.

ما ذكرنا سابقا هو حول المأمول والسبق المطلوب، ولكن عند النظر في الواقع، وخاصة في التصنيفات العالمية الحديثة، مثل تصنيف شنغهاي، فإننا لا نرى جامعة الملك سعود تقدمت كما ينبغي في صدارة قوائم التصنيفات سواء الإقليمية منها او العالمية. على الطرف الآخر نرى بعض جامعتنا الوطنية الأخرى ومنها الناشئة بدأت تظهر وتتقدم في التصنيفات العالمية رغم قصر العمر وبداية مشوار الخبرة. تقدم جامعاتنا الوطنية الأخرى شيء يسُر الجميع، ولكن الأفضل أن من كان له باع طويل في الخبرة والإمكانيات أن يكون في المقدمة. الجامعة لا ينقصها لا بحث علمي ولا جودة تدريس ولا إمكانيات مادية ولا كوادر بشرية، ولكن نعتقد اننا نحتاج لطريقة لجعل هذه المدخلات تظهر بشكل صحيح وعادل ليراها العالم الخارجي وتكون النتيجة هي التقدم في التصنيفات الدولية. كذلك يحبذ للجهات المختصة في الجامعة ان تدرس ماهي العوامل التي تزيد من النقاط في احتساب التصنيفات والعمل على الحرص عليها والتأكد ان كل المدخلات التي تحتاجها التصنيفات العالمية معلنة وفي متناول العالم الخارجي، على سبيل المثال تحديث مواقع الجامعة، والله هو الموفق. 

أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي

كلية علوم الحاسب والمعلومات

yaalotaibi@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA