حياتنا وأدوات التواصل الاجتماعي

زاوية: بقعة ضوء

في الأسابيع الماضية توقفت خدمة بعض أدوات التواصل الاجتماعي لساعات ومنها الواتسأب وفيسبوك. هذا الانقطاع استمر لساعات ليست بالقليلة على غير العادة، حيث لاحظ هذا الانقطاع كل المستخدمين وذاع خبره في وكالات الأنباء والصحف والمواقع الإخبارية. بعد ذلك الانقطاع في خدمات هذه الأدوات يتأكد الجميع اننا قد اعتمدنا في حياتنا اليومية على هذه الأدوات وربما أهميتها فاقت أهمية خدمات الهاتف الثابت ورقم الهاتف الجوال، والذي يهمنا فقط هو جهاز ذكي متصل بخدمة الأنترنت، وبذلك نستطيع دخول أدوات التواصل، ومن خدماتها، كذلك، المكالمات الصوتية. 

الآن تجد العائلة لها مجموعة للتواصل في أحد هذه الأدوات وكذلك زملاء العمل وجيران الحي وجماعة المسجد، والقائمة تطول. على سبيل المثال، من الممكن ان تُدعى إلى وليمة او فنجان قهوة عن طريق أدوات التواصل الاجتماعي وليس كدعوة شخصية بالمقابلة او بالاتصال على هاتفك كما هو الحال أيام زمان! من الممكن أن يصلك موقع انعقاد الاجتماع وبكل سهولة من الممكن ان تصل للموقع وقبلة - باستخدام هذه الأدوات والخرائط الإلكترونية- من الممكن ان تعرف كم يأخذ منك الوقت كي تصل إلى هناك وما هو أفضل الطرق وأسهلها كي تصل إلى مضيفك. الأمر ذهب إلى ابعد من ذلك! إن لم تُجب دعوة صاحبك الذي دعاك لفنجان قهوة او عشاء خاص مع اصدقائك فإن الصور ومقاطع الفيديو والصوت لتلك الجلسة ستصلك في حينه كي تخبرك من حضر ومن تغيب وماهي الوقائع المهمة في جلسة وسمر هؤلاء الأصدقاء. ربما حينها تقول يا ليتني كنت معهم فأفوز بأوقات الأنس والموائد التي عرضوها في صورهم.

الميزة التي نجدها في أدوات التواصل الاجتماعي التي بيننا الآن هو أن المعلومة، على سبيل المثال، رسالة وتسأب أو ما تحمل تغريدة تويتر، تصل لجميع الأعضاء (او المتابعين) في آن واحد وتُقرأ في آن واحد حتى لو كان عدد المشتركين كبير. هذا نسبيا سريع بشكل لا تحققه الوسائل الأخرى مثل الهاتف وغيره. انت في بيتك او في سيارتك أو في نزهه لربما نقل أحد افراد العائلة يرافقك اخبارك وأين انت إلى بقية افراد العائلة الأكبر وانت لم تشعر. قال الحديث الشريف «استعينوا بقضاء حوائجكم بالكتمان».  إذن، هذا الأمر يصعب عليك كرب اسرة وحولك افراد العائلة وكلٌ في يده جهاز ذكي ومربوط بالأنترنت. كمجتمع أصبح حالنا مرتبط بشكل وثيق بهذه الأدوات التي لم تكن موجودة قبل عقدين من الزمان. سبحان الله.. إذا فكرنا في مجتمعاتنا وارتباطها بتقنيات العصر وجدنا أنفسنا يصعب علينا تصور مدى تغير مثل هذه التقنيات بعد عقدين آخرين من الزمان. 

أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي

كلية علوم الحاسب والمعلومات

yaalotaibi@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA