هل نحن مستعدون لوباء آخر..؟

(قال المدير العام التنفيذي ذات مرة كنت أعتقد أن قسم  القلب هو أهم أقسام المستشفى، لكنني أدركت في فترة الوباء أن قسم مكافحة العدوى هو الدينامو  في هذه المدينة الطبية).

عندما تم اختاري وقبلت إدارة هذا القسم  خلال أصعب أوقات الجائحة في ذروة الموجة الأولى ، تساءلت هل أقبل و أعتبرها الخطوة الأولى ومن المعروف أن الخطوات الأولى هي أصعب  مافي الطريق ، أم أني في الواقع لا أملك الخيار... فهذه جائحة تحدث مرة في القرن ليس منا من عاصر مثلها و ها أنا ذا أجد نفسي أملك من الاختصاص ما تحتاجه المدينة الطبية ويحتاجه المجتمع

لم يكن من السهل العمل في بداية الأزمة وسط الشكوك المستمرة  والمستجدات السريعة ، حتى أكثر الخبراء لا يستطيعون الإجابة على أسئلة معينة ، وجميع المسائل والقرارات كانت  حساسة  وسريعه لتجنب المزيد من المشاكل ، بل إنها أكثر صعوبة عندما أتلقى استشارات  أساتذتي السابقون للحصول على رأيي كخبير ؟! لم أنشغل لفترة طويلة كما انشغلت خلال هذا الوباء حيث كان العمل مستمرا ليلًا ونهارًا. شعرت أن هذا العام كان  10 سنوات في عام واحد. 

شعرت في بعض الأيام بألم في روحي منهكة عقليًا جسديًا مع قلة النوم ، واتخاذ قرارات لا نهاية لها والكثير من السياسات التي يجب اتخاذها بناءً على التغييرات الديناميكية.

 كنا نعقد اجتماعات يومية لمدة 400 يوم متتالي بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع وأيام العيد .... إلخ ،هذا الفريق ( مكافحة العدوى)ضحى بوقت راحته  لخدمة هذا المجتمع  وما زلنا نبذل قصارى جهدنا.

لقد فقدت خلال هذا الوباء ثلاثة أفراد من عائلتي المقربين، وتوفي أحدهم بسبب فايروس (COVID-19 )ولم نتمكن من رؤيته أو لمسه حتى. بدأت بالتفكير في المعنى الحقيقي للحياة ، بالإضافة إلى أن هذا العام صعب علينا كيف كانت الحياة قبل اكتشاف اللقاحات.

كنت مؤمنة أن الأمور ستتغير بمرور الوقت بالتأكيد، فبعد الليل المظلم كان هناك نور وأمل وهو اللقاح، وكانت أسعد لحظة عندما قررت وزارة الصحة اعطاء الجرعتين وتلى ذلك انخفاض  في عدد الحالات. 

سوف أتذكر دائمًا الدعم من فريق مكافحة العدوى و أصدقائي وعائلتي كانوا خير داعم في اكثر  الاوقات صعوبة.

فاتنا رؤية الوجوه المبتسمة افتقدنا عناق و  تقبيل الأحبة وتجمع العائلة في الأعياد والمناسبات. 

علينا جميعًا أن نسأل أنفسنا هل نحن مستعدون لوباء آخر؟ أعلم أن فريق مكافحة العدوى  سيكون جاهزًا بعد ما اختبرناه ، فهم يعملون في صمت لضمان سلامة مرضانا ، فهم يمثلون حدود الحراسة ضد انتشار الميكروبات المقاومة للأدوية والمضادات وحدوث الإلتهابات المتعلقة بتنويم المرضى والاجراءات الطبيه لهم.

أخيرًا ،أشكر الدعم الكبير من جميع الأقسام والإدارات في المدينه الطبية خلال هذه الجائحة.))

د.  فاطمة بنت سعد الشهراني

رئيس قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها (IPAC)

أستاذ مساعد بقسم الأمراض الباطنة

استشاري الأمراض المعدية للبالغين وحدة الأمراض المعدية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA