معاناته مع التأتأة بدأت بموقف وانتهت بموقف..

سلمان الشمري: أنا متحكم ولست متعافي
128 طالب استفادوا من المبادرة خلال الفصل الماضي
جامعة الملك سعود داعمة للمبادرة حتى بعد التخرج

حوار - قماش المنيصير

 

الثاني على دفعته والحاصل على مرتبة الشرف الثانية.. سلمان الشمري خريج كلية الحقوق والعلوم السياسة يروي لنا في هذا اللقاء قصة نجاحه في التغلب على التأتأة التي بدأت بموقف من الصغر ووضع لها حدأ بعد موقف آخر مر به في الجامعة والمبادرة التي أطلقها.. 

 

ماهي التأتأة؟ وماهي أعراضها التي طرأت عليك؟

هي اضطراب عند خروج الكلام والتحدث حيث يجد المصاب صعوبة في النطق تختلف من شخص لآخر، منهم من يكون لديه صعوبة في البدء بنطق كلمة أو جملة أو تكرار الكلمات والعبارات بشكل مفرط والإطالة، رمشة العين بشكل سريع، أو رعشة الشفاه أو الفك، التوتر عند التحدث وصعوبة الكلام تغير تعابير الوجه أو الجسم مع التأتأة قد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمسًا أو متعبًا أو تحت ضغط مثل: التحدث أمام مجموعة، أو التحدث عبر الهاتف.

بالنسبة لك كيف بدأت المشكلة؟ 

سبب تأتأتي هو موقف قديم منذ الطفولة.

ماهي المشاكل المصاحبة للتأتأة؟

غالب المتأتئين يعانون من انقطاع النفس في كل أشكال التأتأة مثل التكرار والحبسة الكلامية

متى تحدث التأتأة؟ 

مجرد التفكير بالتأتأة تحدث مثلا في الصلاة لا تأتيني وعندما أكون وحيداً لا أتأتئ لأني بمنطقة راحة وعند التفكير فيها تأتيني لأن الأفكار تتصادم مع بعضها وفي حال التصادم تحدث التأتأة.

كيف تجاوزت التأتأة؟

تعرضت لموقف مؤثر نفسياً كان هو سبب قراري بالبحث عن حل لمشكلتي وكان هذا الموقف داخل أسوار الجامعة لا أرغب في ذكر تفاصيله ولكنه سبب الإرادة التي دفعتني للبحث عن حل، ففي السابق كنت أذهب لأخصائي النطق والتخاطب لكن لم أستمر وأصبح هذا الموقف نقطة تحول في حياتي حيث التحقت ببرنامج ستارفش العربي للتحكم بالتأتأة ومن هنا كانت الانطلاقة.

كيف كان العلاج؟

بعد تعرف الأخصائي على التاريخ الطبي والتاريخ العائلي وتحليل السلوك وتقييم القدرات اللغوية مر العلاج بعدة مراحل سلوكية ومراحل تنفسية ومراحل المد وفي الغالب حلها عند أخصائي النطق والتخاطب ويحتاج ذلك إلى جلسات. ويستخدم في مشروع ستارفش التنفس الضلعي لنطق الكلام بأخذ النفس عن طريق الفم وهذا ينظم النفس بشكل عام.

هل تمكنت من التعافي من التأتأة؟

أنا متحكم لست متعافي، المتحكم هو القادر على مخارج نفسه في نطق الكلام بدون تأتأة ملحوظة والحمدالله وصلت مرحلة متقدمة من السيطرة على التأتأة وسلامة النطق.

لماذا تأخرت في قرار العلاج؟

لا أعلم، وهذا هو سبب إنشاء مبادرتي وهي توعية المجتمع للمسارعة في علاج الحلات بعد وضوح الأعراض وعدم الانتظار، فالتدخل المبكر يسهل الحصول على النتائج خلال سنة أو أقل وقد تصل إلى أيام، وعلى العكس فالتأخير يسبب تفاقم المشكلة كما حصل معي ومع كثير من المتأتئين حيث إن للعائلة دور رئيسي ويعتمد ذلك على الوعي.

 

متأتئ فخور المبادرة التي قمت بتأسيسها حدثتنا عنها..

بدأت المبادرة قبل تخرجي في نهاية 2020، بجهد شخصي قبل أن تتبناها جامعة الملك سعود ممثلة ببرنامج الشراكة الطلابية.

 أما الفكرة فقد جاءت بعد أن أصبحت متحكم بالنطق ولمست نتيجة الإصرار، استهدفت بها المتأتئ نفسه لأقول له من خلالها لا تتوقف ولا يتغلبك الحرج وتسيطر عليك العزلة، يجب عليك مواصلة الدراسة والبحث عن وظيفة ولن يعيقك شي فلابد من الخروج والانخراط فالمجتمع. والهدف الثاني هو توعية المجتمع حول التأتأة، للأسف بعض فئات المجتمع لا تزال تظن أن التأتأة عائق وإعاقة، هي ليست إعاقة بل اضطراب في أساس الكلام وهناك نماذج كثيرة مثل محمد القحطاني بطل العالم للخطابة لعام 2015.

ماذا عن المستفيدين من مبادرتك من داخل الجامعة؟

الكثير استفاد منها ولله الحمد سواء المتأتئين أو ذويهم وخلال الفصل الماضي استفاد 128 طالب داخل الجامعة.

كيف تمكنت من نشر المبادرة؟ 

عبر برنامج الواتساب ومجموعات التخصصات والأندية، والحمدالله واجهت إقبال كبير من طلاب متأتئين ومختصين في مجال النطق والتخاطب والآن المبادرة تضم 60 عضو من طلاب وطالبات الجامعة ومنهم جزء كبير كانوا يعانون من التأتأة وتخطوها بشكل كبير بالتحفيز والمواجهة.

نظرة المجتمع للمتأتئ قبل وبعد المبادرة هل لمست أي اختلاف؟ 

الحمدالله الوعي في ازدياد ملحوظ ولمست بالفترة الأخيرة عند انتشار مقطع أو أي تنمر أو انتقاص من متأتئ يستنكرها المجتمع وتكون ردود الفعل أفضل من السابق ولازال هناك الكثير ليتحسن.

الدورات الجماعية والجلسات الفردية.. أيهما أفضل في العلاج؟

حسب حالة الشخص فالبعض يحتاج الانفراد ويفضله والبعض الآخر يجد في المجموعات أكثر فائدة. ومن رأيي أن المجموعات أفضل لأنك تجد الكثير من المتأتئين تستمع لتجاربهم وتجد حالات مختلفة تشجعك وتدفعك للتطور ومنهم من هو أكثر منك معاناة أو أكبر سنا وستجد الأطباء والمهندسين ممن لم تعقهم التأتأة عن النجاح.

ماهي الطريقة المثلى للتعامل مع المتأتئ؟

أطلقنا في المبادرة دليل إرشادي بكيفية التعامل مع المتاتئ موجه للأصدقاء والمجتمع والأساتذة في الجامعة والمعلمين في المدارس لأن هناك جهل في بعض التوجيهات مثلا بقولهم (هدي) أو (لا تتوتر) يظن أنه يخدم الشخص وهو بذلك يزيد من توتره.

من الداعم الأول لسلمان لتجاوز مشكلته ونجاح مبادرته؟

عائلتي هي الداعم الأول وجامعة الملك سعود دعمت المبادرة حتى بعد تخرجي، ومازالت داعمة حتى الآن مادياً ومعنوياً.

كلمة أخيرة؟

اشكر صحيفة رسالة الجامعة على استضافتي وإجراء هذا اللقاء الذي أتمنى أن أكون قدمت من خلاله فائدة وأقول لكل متأتئ لا تجعل تعثرك بالنطق يعيقك ولا تقل ثقتك بنفسك الحل بيدك فلا تتأخر بالعلاج.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA