طالب التخطيط العمراني باحث بطبيعته!

أيها الطالب حتى تجتاز المناقشة، لابد أن تتمتع بإلمام كافي بمجال بحثك، يجعلك قادراً على التحليل بعمق فكري يقودك إلى تحقيق نتائج بحثية موثوقة. ولذلك، أرى بأن القراءة المستفيضة بمجال بحثك يظهر سحرها خلال المناقشة والتحليل ويلمس ذلك بلا شك لجنة التحكيم. من هذا المنطق، فإن فجمع الأدبيات وإعادة تأليفها يمكن أن تنتج بحثاً؛ لكنها ليس بالضرورة أن تحقق إضافة علمية مالم يكن ذلك مقروناً بتحليل ومناقشة تقود إلى استنتاجات منطقية. 

التساؤل يقود إلى البحث ولنا في ذلك مثال شهير للعالم إسحاق نيوتن، بينما كان جالساً ضمن محيطه العمراني، سقطت على راسه التفاحة!!  فبدأ بسؤال بحثي لماذا سقطت التفاحة إلى أسفل؟ وبدأ بالتخطيط والدراسة حتى توصل لنظريته بالجاذبية والتي بنيت عليها بعد ذلك علوم أخرى. فماذا ينقصنا طالما نحن نتساءل باستمرار؟ هل هو قلة في السعي؟ أم ظناً بأن جميع العلوم غُطت بالشكل الكافي؟ 

أمة اقرأ تقرأ!  فالقراءة المتعمقة رصيد معرفي في محصلة الطالب يُلمس أثرها في المناقشات. لقد سخرت المؤسسات التعليمية كافة البنى التحتية والمرافق العامة لدعم العملية البحثية وبشكل يتوافق مع مستهدفات الرؤية الوطنية 2030: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. واليوم تقف جامعة الملك سعود في طليعة الجامعات ذات التأثير في المجال العلمي والبحثي. ومؤخراً حققت مجلة العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود معايير عالية في معامل التأثير (Arcif ).

أيها الطالب من خلال قراءاتك المتعمقة ستُكشف لك الفجوات البحثية في مجالك التخصصي.. ستبدأ من حيث انتهى الآخرون؛ تعالج قضايا نعاني منها في واقعنا، ولتعمل على رسم خطة لمستقبل مزدهر. إن مجرد القراءة لإنجاز الرسالة العلمية أو البحث العلمي لن تقود إلى نتائج تتلمس احتياجات المجتمع وتعالج قضاياه. إنها اقرب إلى انجاز غير مرتبط بأهداف واقعية.

إن القراءة المتعمقة تعزز التراكم المعرفي، وتعمل على زيادة خبرات الباحث وثقافته، وعمقه التحليلي. وتقع على عاتق الباحث في مجال التخطيط  العمراني مسئولية تشكيل بناء معرفي واسع النطاق يساعد على تطوير المنطقة الحضرية. ويتداخل التخطيط  العمراني مع حقول معرفية واسعة مثل الإدارة، والسياسة، والقانون، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والهندسة، والبيئة. إن المخطط العمراني الحصيف هو من يصنع الأثر لمستقبل وطنه من خلال بناء منتج عمراني يعكس الاطلاع الواسع والاحتياج المجتمعي. فالبيئة العمرانية حولنا مليئة بالتساؤلات التي تستوجب علينا الإجابة عليها.

دورك أيها الطالب، ومسئوليتك المجتمعية عظيمة فماذا لو طُوعت في خدمة البحث العلمي؟ المخطط باحث بطبيعته وعليه أن يدرك ذلك!

م.سالي محمد المحزري

طالبة ماجستيركلية العمارة والتخطيط

قسم التخطيط العمراني

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA