«المنهج الجامعي» بقسم الإعلام.. هل يواكب تطور سوق العمل؟!

طلاب: ليست كل المقررات تؤهل الطالب لسوق العمل فبعضها تعود للألفية الأولى
د. المكينزي: يجب أن لا تخضع الأكاديميات إلى سوق العمل وأن لا تنفصل عنها والتوازن مطلوب
د. منصور: خطة قسم الإعلام الحالية والتعديلات التي تدرسها لجنة الخطط في المستقبل القريب كلها تواكب المستجدات واحتياجات سوق العمل

تحقيق: نورالدين محمد

إن التفكير المستمر في المستقبل المهني قد يبدو هاجساً مقلقاً للطالب، ففي الوقت الذي يبدأ فيه الخريجين بالبحث عن فرص العمل، يتمنى الطالب أن يكون مؤهلاً أثناء الدراسة الجامعية لتبدوا حينها الأمور أسهل من أي وقت مضى عند عمله بسوق العمل.
وبلا شك ليس هناك وقت للطالب الجامعي أفضل من المرحلة الجامعية للتعرف على اهتماماته ومساره المهني، وفي ظل انتشار مصطلحات جديدة خاصة بقسم الإعلام «كصانع محتوى، كوبي رايتر، مصمم احترافي، احترافي مونتاج»، المصطلحات التي باتت تُهيمن على سوق العمل الباحث عن خريجين وطلاب لملئ وشغل هذه الأعمال التي باتت مطلوبة على نطاق واسع، يرى طلاب وخريجون أن المناهج الدراسية في الجامعات بحاجة إلى تطوير وتحديث وزيادة في ساعات التطبيق الميداني لموائمة سوق العمل.
ويعتقد الوسط الطلابي أن بعض المقررات المنهجية لا تساعدهم أو تؤهلهم لدخول سوق العمل ويرون وجوب تحديثها.
وفي المقابل يجيب عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود عن تساؤلات الطلاب ويضعون النقاط على الحروف، في خطوة رأت فيها صحيفة «رسالة الجامعة» ضرورة ملحة للتطرق إليها لتذليل الصعاب أمام الطلاب والإجابة على تساؤلاتهم المتمثلة في العلاقة بين المناهج التعليمية في الجامعات وسوق العمل والصعوبات التي تواجههم في الاندماج في سوق العمل والمهارات العصرية التي يتطلبها عالم الشغل.. فإلى التفاصيل:

ترم تطبيقي
تبدأ أروى البابطين، طالبة مستوى خامس بجامعة الملك سعود بقسم الإعلام، بالحديث عن التحديات التي تواجه الطالب الجامعي، قائله: مع الأسف ليست كل المقررات الدراسية تؤهل الطالب لدخول سوق العمل، فبعضها قديمة تعود إلى الألفية الأولى.
وتضيف أروى في حديثها عن المنهج الدراسي: في الحقيقة هناك مناهج تسهم في ذلك عن طريق المشاريع التي تكون استكمالًا لمتطلبات كل مقرر، ومن وجهة نظري يوجد اختلاف.. فالتطبيق العملي، يختلف تمامًا عمّا يسرد في الكتب ويُكتب على الورق في الاختبارات.
وطالبت الطالبة أروى التي تعمل كاتبة محتوى، وجود ترم للتطبيق العملي، قائله: وجود ترم فقط ميداني لا يساعد سوى بالقليل في أخذ صورة ذهنية سليمة عن سوق العمل «الإعلامي» بالتحديد وأتمنى أن يكون هناك ساعات مخصصة في كل ترم تطبيقي على ما يُدرس، وأعني بالتطبيقي هُنا ميداني في سوق العمل.
تحديث ومواكبة
يتفق الطالب عيسى إبراهيم العيسى بكالوريوس إعلام - عام بجامعة الملك سعود مع البابطين أن على الطالب أن يقوم بتأهيل نفسه وصقل موهبته، متحدثاً لـ»رسالة الجامعة»: المنهج الدراسي يساعد في التأهيل لدخول سوق العمل، لكن يبقى جزء كبير على الطالب وجهده لتعلم مهارات جديدة وممارساتها لكي تُأهله لسوق العمل والاستفادة من الدورات والخبرات السابقة والاطلاع على التجارب والاستفادة منها. مضيفًا: هناك فجوة بين سوق العمل مع ما يتم تدريسه في الجامعة حيث يحتاج المنهج الدراسي إلى تحديث ومواكبة أكثر لسوق العمل.
ويقول الطالب عيسى الذي يعمل كصانع محتوى انه استفاد من الدراسة الشيء الكثير بالإضافة إلى هوايته في كتابة المحتوى، مشيرًا لضرورة التجربة العملية وهذا ما يكاد يختفي في المنهج الدراسي، الذي هو منهج نظري في بعض الأحيان، فصناعة المحتوى تحتاج إلى تطبيقات عملية لتطويرها.
تأسيس الطالب
يُفسر الدكتور عادل عبدالقادر المكينزي، عضو هيئة تدريس، قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، العلاقة بين المقررات الدراسية وسوق العمل، قائلا في حديثه لـ»رسالة الجامعة»: بلا شك أن بعض المقررات قد نحتاجها حتى لو كانت قديمة، وهي تأسيسية في بعض الجوانب العلمية المنهجية، ورفض القديم تماما ليس منطق وإنما يستفاد منها في التأسيس النظري لأن هناك مؤلفين رواد، يعني إلى الآن كتاب كون في النماذج مودلز يعد مرجعية إلى الآن وهو ألُف في الستينات إلى عهد قريب يدرس في الأكاديميات الغربية باعتباره مرجعاً تأصيليًا في جانب النماذج والنظريات في الإعلام وفي العلوم الاجتماعية.
وتابع قائلاً: تعتمد المناهج الدراسية على تأسيس الطالب بما يمكنه من الدخول إلى سوق العمل بمهارات أساسية في المجال الذي هو فيه لكن الباقي هو المرونة التي يجب أن يتمتع بها طالب العمل لأن الأعمال تتغير بشكل متسارع وبالتالي أعتقد انه يجب الموازنة والموائمة وان لا نتطرف في أن تخضع الأكاديمية لسوق العمل ولا أن تنفصل تماما عن سوق العمل فالأمر عوان بين ذلك.
نسعى للتجديد
وقال عضو هيئة التدريس: تجديد المؤلفات ذات العلاقة بالواقع الذي نعيشه شي مهم مع التغير التقني المتلاحق والتغيرات التي تحدث مع الصحافة الورقية وأتفق مع هذا، لكن يجب أن لا ترمى بهذه الكتب خارج نطاق المراجع العامة التي يُستفاد منها لمعرفة التطور التاريخي في المجال لذلك أعتقد أن الاستفادة منها نعم والتجديد مهم جدا لكي نتعرف على التطورات الأخيرة الموجودة في الميدان الإعلامي كان للسمع أو المرئي أو كان في العلاقات العامة والاتصال المؤسسي أو ما يتعلق بالنظرية الحديثة إلى آخره فابلا شك نحن بحاجة الى التجدد ودومًا نسعى إلى التجدد في هذا الجانب وفي بعض الجوانب قد نحتاج إلى التجديد في بعض المقررات.
مصادر التعلم
وقال المكينزي: إن المصطلحات الجديدة وغيرها من المستجدات في الممارسة الإعلامية وخصوصا في المجال الإعلام الرقمي بات مفتوح في مصادر التعلم ولم تعد المكتبات أو القاعات؛ بل باتت ما يسمى مصادر التعلم هي التي تتيح للمتعلم الطالب أن يطور مهاراته وقدراته خصوصا أن المستجدات متسارعة في كل المجالات وبالأخص المجال الإعلامي، ولهذا تتوفر كورسات في أي منصات من منصات العالمية الموجودة في موك وكورسيرا وأيضا هناك منصات عربية كان ليّ شرف المشاركة في بعضها هذه المنصات المختلفة تقدم كورسات متخصصة في الجوانب المتعددة إلى آخر ما تواصل إليه فن من الفنون، وأيضا هناك الكورسات التي هي عن بعد بالتالي أعتقد أن إمكانيات تعلم هذه المفاهيم يمكن ذلك.
الاستعانة بالممارسين
وأشار الدكتور المكينزي، إلى أهمية الممارسة والتطوير، قائلاً: مما يساعد على هذا الأمر أولاً أن تتطور المناهج وان تطور القدرات المهارية لأساتذة الجامعات، أيضا الاستعانة بالممارسين الذين يطعمون الكليات وأكاديميات في كل دول العالم هناك إسهام للممارسين في الأكاديميات العلمية لأن هناك مسار تطبيقي ومسار نظري مقبول في هذا الجانب.
واختتم قائلاً: إن التعلم الجاد خلال الأربع سنوات تصنع من الطالب شخصا مختلفا لذلك ينبغي أن يكون للإنسان الإرادة والجدية منذ الدخول في عمليات التطوير مهاراته في هذا الجانب وسيجد نفسه بعد الربع سنوات تلقائيا سوق العمل يتلقفه نظرا لما يمتلكه من مهارات وقدرات نحن نتحدث عن أربع سنوات نتحدث عن آلاف الساعات الدراسة والتدريب الذي يمكن أن يستثمر استثمارًا كبيرًا في هذا الجانب فستصنع منه إعلاميا متميزا. وخصوصا مرة أخرى مع توفر أن كنا أحيانا يعني قد يكون هناك المنهج قديم لأحد المقررات أو أن أستاذ المقرر لم يكن بمستوى المطلوب لكن الآن لم نعد كما في السابق العالم كله بين يدينا من خلال الإنترنت ومن خلال مصادر التعلم المتوفرة حاليا.
تحديث المنهج
ويقول الدكتور حسن منصور، عضو هيئة تدريس، كلية الآداب بجامعة الملك سعود وعضو في لجنة الخطط: إن موضوع تحديث المقررات هو قائم بالمناسبة وقد تم تحديث الخطة الخاصة بقسم الإعلام قبل أربع سنوات حيث تقوم اللجنة بدراسة مقترحات وستضع تصورات لتطوير الخطة حتى يمكن التعديل عليها وتطويرها والحذف فيها والإضافة، فخطة قسم الإعلام الحالية والتعديلات التي تدرسها لجنة الخطط في المستقبل القريب كلها تواكب المستجدات واحتياجات سوق العمل عبر إدخال كثير من التعديلات والتحديث لكثير من المقررات في خطة قسم الإعلام بما يتواكب مع احتياجات سوق العمل وبما يتواكب مع تطورات العلمية والتطورات المهنية على كل المستويات محلياً إقليميًا ودولياً.
بناء الذات
ويشير منصور أن المصطلحات الشائعة في السوق هي في الحقيقة لم تعد مرتبطة بقسم معين، متحدثاً لرسالة الجامعة: إن صانع المحتوى ليس بالضرورة أن يكون متخصص في الإعلام.. فنجد أن كثير من صانعي المحتوى الناجحين والمؤثرين لم يكونوا من خلفية إعلامية أو متخصص في الإعلام وهذا يرتبط بمفهوم صحافة المواطن التي تقول اليوم من يصنع المحتوى من يؤثر هو المواطن أو هو الشخص الذي ربما ليس متخصصا في مجال الإعلام وهذا طبعاً له سلبيات وله إيجابيات وجدل كبير في مجال الإعلام بين من يناصر هذه الظاهرة بشدة وبين من يطالب بوضع ضوابط لها. وأشار إلى أن الخلفية التي يأتي منها في المقام الأول خلفية تتعلق بالموهبة والاهتمامات أولا ثم بعد ذلك بالبناء الذاتي للمهارات ثانيا بالتركيز على الشغف وتنمية هذا الشغف وتطويره مع العلم أن كثير منهم يعمل في مجال الترفية أكثر من المجالات الأخرى ويحظون بحضور كبير في هذا المجال.
مؤكداً بأن الطالب عندما يتخرج ويذهب إلى سوق العمل سيجد أشياء جديدة تحتاج إلى خبرة وتدريب وبلا شك والتعليم يعطي جانب نظري مهم ويعد هو التأسيس ويعطيه مهارات تدريبية ومهارات عملية تؤهله إلى سوق العمل وفي الخطة الدراسية الجديدة لقسم الإعلام تراعي هذه الجانب بشكل واضح والموضوع لا يقتصر على التدريب الميداني في الفصل الأخير الثامن فصل التخرج وإنما هناك الكثير من المقررات فيها شق نظري وشق عملي مثل الكتابة والتحرير وتصميم الحملات وغيرها وستجد أنها ستجد جانب نظري وجانب عملي يطلب من الطالب أن ينفذ أشياء عملية على أشكال مشاريع عمل بحسب التوصيف الخاص بالمقرر.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA