لغة ثرية وجميلة..

 

 

الكل يعلم بأن اللغة العربية لغة ثرية وجميلة، ولا حد لها… صف لنا هذا الجمال من خلال تعلمك اللغة العربية في المعهد؟

    فاللغة العربية لغة ثرية وجميلة، ذلك أن أصواتها ومفرداتها تتمتع بالثبات بمرور الأيام والأزمنة، فاللغة العربية التي كانت تستخدم بأصواتها ومفرداتها وتراكيبها في الجاهلية وفي صدر الإسلام، هي نفسها التي تستخدم في الوقت الراهن، بخلاف عن كثير من اللغات العالمية الأخرى التي تطرأ بتغيرات بين الفينة والأخرى في أصواتها ومفرداتها. إضافة إلى ذلك أن العربية لغة ديناميكية وحية تتماشى مع تغيرات الحياة ومستجداتها، كما أنها لغة الاشتقاق، وهذا يميزها عن كثير من اللغات.

  فالعربية اكتسبت هذا الميزة كونها لغة الوحيين القرآن الكريم والسنة النوية، يقول الله تعالى:» إنا نحن الذكر وإنا له لحافظون». إذا فالعربية ستظل موجودة باقية، حافظة أصواتها ومفرداتها، وعلومها من التغيير والتبديل إلى أن يرث الأرض ومن عليها. وهذا الضمان لا تتمتع به لغة أخرى على الإطلاق. فالسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد، إذا كانت العربية بهذه الميزة الفريدة فلماذا لم تكن في مقدمة لغات العالم؟، علما أن العربية لغة الحياة والعلم، وأدل دليل على ذلك أيام كان الأندلس مقصدا وموردا لطلاب الغرب، حيث كانوا يتعلمون شتى العلوم باللغة العربية. كذلك في الدولة العباسية كانت علوم ذلك الزمان تترجم إلى العربية.

  والإجابة على هذا السؤال هي: أن العربية لم تنل خدمة تستحقها من قبل الناطقين بها، في ظل انفجار المعلومات. فلو خدمت بشكل يليق بها لأصبحت لغة العالم والعلم.

(اللغة العربية والتواصل الحضاري) شعار اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام؛ من منظورك كيف نعزز هذا التواصل مع الشعوب الأخرى؟

    يمكن تعزيز التواصل مع الشعوب الأخرى باللغة العربية، وذلك بتسهيلها وتيسيرها لدى المقبلين في تعلمها، ويتم ذلك بتضافر الجهود والإمكانات المادية والمعنوية، من تأليف كتب تعليمية منهجية تواكب العصر الراهن، التي تقدم اللغة العربية لمتعلميها بأبسط صورها، وتدريب المنشغلين بتعليم العربية الذين لا يتمتعون باستراتيجيات جيدة في العملية التعليمة، وإنشاء مزيد من المعاهد والمراكز المتخصصة في تعليم العربية للناطقين بغيرها، وبذل الجهود الجبارة في خدمة العربية في جانب العلوم الحديثة وجعلها لغة العلم، ولم تتفوق الإنجليزية على غيرها من اللغات إلا أن أهلها خدموها خدمة عظيمة وأصبحت لغة العالم. كذلك نبذ فكرة أن العربية ليست لغة علم عن أذهان الناس. وهذه وغيرها من الآليات بها يمكن تعزيز التواصل مع الشعوب الأخرى بالعربية.

بعد تعلمك اللغة العربية في معهد اللغة العربية، صف لنا شعورك وأنت متقن للغة العربية؟

إن معهد اللغويات العربية بجامعة الملك سعود يعلب دورا مهما في خدمة اللغة العربية ونشرها في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال برامجه المتمثلة في تحقيق الكفاية اللغوية لدى الطلاب القادمين إليه في غضون سنتين، ومن خلال برامجه التدريبية المختلفة لمعلمي العربية الناطقين بغيرها، حيث يتخرجون من المعهد وهم على دراية تامة باستراتيجيات تعليم العربية لغة ثانية، وعلم اللغة التطبيقي. ولا شك أن هؤلاء الطلاب وغيرهم من الطلاب الذي يتعلمون العربية في المعاهد العربية المتخصصة، يعودون إلى بلادهم بعد تخرجهم وإعدادهم، حاملين ومشبعين بالثقافة العربية، ثم يقومون بدورهم في نشر اللغة العربية وثقافتها. وعلى هذا يلاحظ أن العربية تتمتع بعمق بين ثقافات العالم.

علي كاه

معهد اللغويات العربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA