المدن الإنسانية

زاوية: عمرانيات

 

 

 

 

لماذا لم تعد مدننا تقبل الإنسان وتحترم ذاته؟ ولماذا لم نعد نحس بالانتماء إلى مدننا؟ ولماذا لم نعد نستمتع بالمشي فيها كما المتعة في المدن القديمة؟

مختصر الجواب أن الإنسان لم يكن الهدف الأول عند تصميمها، وأنها لم تصمم لخدمته وتلبية احتياجاته وإنما كان التصميم موجّه للمركبات والجوانب المادية واغفال الإنسان واحتياجاته السيكولوجية، فكان الناتج شوارع عريضة تعجّ بالمركبات الجامدة وتخلو من رائحة الحياة الموجودة في المدن القديمة، كما خلت من الفراغات الحيوية ومتطلبات المشاة المادية والمعنوية ناهيك عن احترام الإنسان لإنسانيته، فلا إحساس بالمكان ولا شعور بالانتماء ولا رغبة في البقاء ولا شعور بالأمان ولا تعارف بين الجيران. هذا حال مدننا باختصار.

إذا ما هو علاج هذا الداء الذي أنهك مدننا؟

الحل بكل بساطة إعطاء الأولوية للإنسان عند تخطيط وتصميم المدن وأن يكون الهدف الأسمى للعملية بتحقيق احتياجاته ومتطلباته والاستفادة من خصائص ومعايير المدن القديمة في التخطيط والتصميم فلدينا مدن تضرب أروع الأمثلة في تحقيق الإنسانية وهذا النهج ليس بجديد فـ (ايان جل) استخدمه في معالجة العديد من المدن في أوروبا واستراليا وأمريكا وآسيا وكانت البداية من كوبنهاجن في الدنمارك حيث حول المدينة من مدينة مركبات إلى مدينة إنسان.

م. أحمد محمد عبد المغني

كلية العمارة والتخطيط 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA