تضمن البرنامج سلسلة من المحاضرات البحثية على مدى ثلاثة أيام
نظمت عمادة البحث العلمي خلال الفترة 20-22/6/1443هـ الموافق 23-25 /1/2022م، البرنامج البحثي «طرق إعداد ومنهجية البحث العلمي» -عن بُعد- ، برعاية عميد عمادة البحث العلمي الدكتور محمد بن إبراهيم الوابل، وبمشاركة نخبة مميزة من أعضاء هيئة التدريس المتحدثين، مستهدفةً بذلك تعزيز القدرات البحثية لدى الباحثين والباحثات.
وقد تم افتتاح البرنامج بكلمة من عميد عمادة البحث العلمي الدكتور محمد الوابل والذي أعلن فيها عن إطلاق هذا البرنامج كباكورة لسلسلة من البرامج التي ستطلقها العمادة ضمن الأنشطة التعزيزية لمبادرة برنامج التمويل المؤسسي في جامعة الملك سعود، والتي تمولها وزارة التعليم وتشرف على تنفيذها عمادة البحث العلمي داخل الجامعة. وتضمنت كلمة الدكتور الشكر الجزيل لثقة المشاركين واهتمامهم بالتسجيل، وكذلك لأعضاء هيئة التدريس المتحدثين لتعاونهم وإثرائهم البرنامج بخبراتهم البحثية. كما شكر وكيلة عمادة البحث العلمي للأقسام النسائية الدكتورة عبير بنت عبدالمعطي المصري، والفرق القائمة على إعداد وتنظيم البرنامج بما فيها عمادة التعاملات الإلكترونية التي ساهمت في إدارة وتسجيل البرنامج الكترونياً، متمنياً للمشاركين حضوراً ممتعاً ومحققاً للفائدة المرجوة للجميع.
تضمن البرنامج سلسلة من المحاضرات البحثية على مدى ثلاثة أيام. عُقدت أربعة منها في اليوم الأول، استهلتها وكيلة عمادة البحث العلمي للأقسام النسائية الدكتورة عبير المصري بمحاضرة بعنوان «ماهية البحث العلمي وأهميته»، عَرَّفت فيها البحث العلمي كعمليةٍ مُنظَّمة تعتمد على استقطاب البيانات والحقائق العلميَّة بشكل عميق ومفصَّل، وتُقدِّم النَّتائج والمعلومات الجديدة بشكل موضوعي ودقيق ومُوثَّق. كما أشارت إلى أهمية إجراء البحوث على الفرد والمجتمع، وتطرقت إلى خصائص ومناهج البحث العلمي المختلفة وأهدافه، والخطوات الأساسية اللازمة لإعداده. كما استعرضت المواصفات والأخلاقيات البحثية الواجب على الباحث التحلي بها، والأسلوب الصحيح في الكتابة العلمية.
ومن ثم قدم الدكتور محمد بن عبد العزيز الشريم محاضرة بعنوان «أخلاقيات البحث العلمي»، والتي أشار فيها إلى الأسس الدينية والعلميَّة والإنسانية في ممارسة الأخلاقيات وإجراءاتها السلوكية، وإلى الضوابط المهنية التي يتطلب تطبيقها بدءًا من التعليم العام بمراحله الثلاث ومروراً بالتعليم الجامعي. وأشار د.الشريم إلى أهمية التزام الباحثين بممارسة الأخلاقيات البحثية حفاظاً على حقوق المبحوثين وجميع الباحثين المشاركين والعاملين في الدراسة البحثية وأصحاب العلاقة سواءً الداعمين أو الجهات المشرفة. كما أشار إلى ضرورة اتباع المعايير والقواعد الأساسية للممارسات الأخلاقية الصحيحة في النشر العلمي بما يضمن منع الممارسات الخاطئة في إنجاز البحوث ونشرها.
وكانت المحاضرة الثالثة للدكتورة عبير المصري بعنوان «أنواع وعناصر البحث العلمي»، والتي استعرضت فيها الأنواع المختلفة من البحوث العلمية والمصنَّفة تبعاً للغرض من استخدامها: إما لطبيعتها، أو لمنهجيتها، أو لمصادر جمع بياناتها، أو لجهات تنفيذها. كما أشارت إلى العناصر المختلفة المكوّنة لخطة البحث، وأكدت على أن نجاح أي بحث يتطلب إعداد خطة بحثية جيدة.
وفي ختام برنامج اليوم الأول، ألقت الدكتورة فاطمة بنت عليان العتيبي المحاضرة الرابعة بعنوان «أدوات البحث العلمي». شرحت فيها أدوات البحث العلمي المختلفة والمستخدمة في جمع البيانات، ثم شكرت العمادة ووكالة العمادة لإتاحة الفرصة لها على المشاركة في هذا البرنامج.
تضمن اليوم الثاني أربع محاضرات أخرى، استهلها الدكتور محمد الشريم بمحاضرة عن «اختيار موضوع البحث وتحديد الفجوة البحثية ومشكلة البحث»، وتحدث فيها عن موضوع البحث وطرق ومؤشرات دقة اختياره وأهمية ذلك خاصةً في رسائل الماجستير والدكتوراه بما يرفع درجة قبولها، مع أهمية وجود الشغف والاهتمام الشخصي للباحث عند اختيار موضوع البحث. كما تطرق لضرورة تحديد الباحث للفجوة البحثية ومشكلة البحث المراد قياسها، وذكر خصائص صياغتها.
أعقب ذلك محاضرة للدكتورة دلال بنت حزام العتيبي بعنوان «تحديد عنوان وأهمية وأهداف البحث»، عرّفت فيها البحث العلمي، وأشارت إلى متطلبات العنوان الناجح بتضمينه البساطة والوضوح والشمولية والدلالة والصياغة بدقة وبلغة مفهومة وجذابة، وأن يحوي المتغيرات الدراسية ويعكس موضوع البحث. ومن ثم أشارت إلى ضرورة تحديد الفائدة العلمية المتوقعة من إجراء البحث، و تحديد أهدافه المرجوة وربطها بمشكلة البحث. هذا وقد تابعت الدكتورة دلال العتيبي محاضرتها بمحاضرة أخرى تطرقت فيها إلى «كتابة مقدمة وخطة البحث» ووصفت مضمون ملخص الدراسة بشموليته لموجز متكامل عن محتوى البحث. كما أوضحت بأن كتابة الملخص يأتي بعد الانتهاء من كتابة البحث.
وفي نهاية برنامج اليوم الثاني، ألقت الدكتورة ميمونه بنت خليل الخليل محاضرة بعنوان «جمع وكتابة الدراسات السابقة»، وأشارت فيها إلى أن التغطية الكافية للدراسات السابقة تؤدي للحصول على بحث موثوق ومعتبر، و أنها تعتبر بمثابة الجزء النظري الذي يتعين عمله قبل البدء بإجراء الجزء التطبيقي من الدراسة. كما أوضحت بضرورة الإعداد الجيد قبل البدء بكتابة الدراسات السابقة، وذلك بالاطلاع الكافي وإعادة القراءة وتدوين الملاحظات، ومن ثم ترتيب المعلومات وفق التسلسل المنطقي. وأشارت سعادتها إلى ضرورة اتباع الأخلاقيات في كتابة وتوثيق الدراسات السابقة وحذرت من السرقة العلمية والتحيز في الرأي. وفي نهاية المحاضرة شكرت العمادة ووكالة العمادة لإتاحة الفرصة لها للمشاركة في البرنامج.
وفي اليوم الثالث، استهلت الدكتورة عبير المصري المحاضرات بمحاضرة بعنوان «كتابة منهجية وأدوات الدراسة في البحث العلمي». أوضحت فيها أهمية البحث العلمي وتطرقت لأدواته المختلفة النظرية والتطبيقية، وأشارت إلى أدوات البحث العلمي التطبيقية الأشهر استخداماً في جمع البيانات وهي: الاستبانة، والمقابلة، والملاحظة، والتجارب. كما أشارت إلى مناهج البحث المختلفة: التجريبية، والوصفية، والتاريخية، والمقارنة، والتي يمكن للباحث استخدامها في مختلف المجالات العلمية تبعاً لحاجة البحث. وأوضحت الأمور التي يتوجب على الباحث مراعاتها عند كتابة قسم المنهجية بما يكفي للإجابة عن ماذا عمل لإنجاز بحثه؟ وكيف عمل ذلك؟ مع شرح لجميع الخطوات ووصفها وصفاً دقيقاً وواضحاً ومفصلاً. كم تطرقت سعادتها للمكونات التي يجب أن تشتمل عليها كتابة منهجية البحث وهي: منهج البحث، وتصميمه، وأداته، وتحليل البيانات. وأشارت إلى آلية كتابة المنهجية وأدوات الدراسة البحثية، وأن ذلك يتطلب اتباع الباحث لأربعة خطوات أساسية وهي: شرح لمنهج الدراسة، ووصف للأساليب التي اتبعها في جمع البيانات، ثم وصف لأساليب القياس والتحليل الإحصائي، ومن ثم تقييم وتبرير الاختيارات المنهجية.
وفي محاضرة تالية، ألقت الأستاذة سناء بنت عبدالله أبو نصره الضوء على «البرامج العامة المستخدمة في التحليل الإحصائي» وتحليل البيانات والاستبيانات، وكيفية الحصول عليها، وذكرت مميزات وعيوب البرامج المختلفة ومنها البرنامج الإحصائي (SPSS)، وأشارت إلى الفرق بين البرنامجين (R) و (RStudio) ومميزاتهما.
ومن ثم استعرضت الأستاذة منال بنت محمد آل عثمان محاضرة بعنوان «تطبيقات على التحليل الإحصائي باستخدام برنامج اكسل» . تحدثت فيها عن آلية استخدام البرنامج في التحليل الإحصائي، وركزت على أهمية إنشاء واستخدام الجداول المحورية وقدمت شرحاً تطبيقيَّا على ذلك.
وفي نهاية البرنامج، ألقت الدكتورة دلال العتيبي محاضرة عن «طرق تدوين المراجع: تطبيقات استخدام برنامج Endnote». أشارت فيها إلى ماهية المراجع العلمية والآليات المختلفة لتوثيق الدراسات السابقة تبعاً للأنماط المختلفة لتبويب وتدوين المراجع. وفي نهاية المحاضرة، أعربت عن سعادتها في تقديم هذه المحاضرة.
الجدير بالذكر أن البرنامج لاقى إقبالاً كبيراً حيث لوحظ كثافة التسجيل والذي وصل إلى حوالي الألفي مسجل من الباحثين والباحثات من داخل وخارج الجامعة بل ومن خارج المملكة، كما لاقى استحساناً عالياً اتضح من خلال تحليل نماذج تقييم البرنامج من قبل المشاركين ومتابعة آرائهم عبر المراسلات والتغريدات في حسابات العمادة.
إضافة تعليق جديد