اهتماماتك بين دائرتين

تلك الاهتمامات التي تسرق الكثير من وقتنا وتشغل حيزاً في حياتنا ولها دور فعال في تشكيل طرق تفكيرنا واطباعنا والتي تنعكس بشكل كبير على تصرفاتنا وافعالنا تجاه مجريات الحياة اليومية، بالتالي تعد تلك الاهتمامات اللاعب الأساسي لنجاح الشخص في حياته العملية والاجتماعية.

ولكي يتسنى للشخص معرفة اين يوجه اهتماماته ووقت الثمين يجب علينا تصنيف تلك الاهتمامات ومعرفة المفيد منها من عدمه، ولهذا تكونت لدينا دائرتين تسهل عملية التصنيف وتجعل الشخص ذو قدرة على معرفة توجيه طاقته نحو أي سبيل، الدائرتين تعتمد بشكل كبير على مدى وقوة تأثيرك فيما تهتم لأمرة وهما دائرة الاهتمامات العامة ودائرة الاهتمامات الخاصة.

 دائرة الاهتمامات العامة  وتحتوي على تلك الاحداث التي تشدنا نحوها وتجذبنا لها لضخامتها ونفوذها في أوساط المجتمع وتعد عابرة ولحظية في مدتها وتصاحبها الكثير من الثرثرة و الآراء من جميع الطبقات في المجتمع، وبالتالي تكون موضع نزاع وجدال بين الأصدقاء و الزملاء، فيقوم هذا بطرح رأي مضاد لرأي زميلة المتعصب ويأتي المتعصب بالدفاع عن رأية من الجهة الاخرى وتتكون لدينا مشاحنات ودية مشوقة لا يكاد الشخص أن يملها كما هو الحال بين مشجعي الأندية الرياضية أو ما يحدث بالمجالس التي تطرح فيها الاحداث السياسية العالمية أو الأمور الاقتصادية و الإجتماعية وكذلك العسكرية أو فيما يتعلق بنقد تصرفات المؤسسات الحكومية و الخاصة أو الأفراد المشهورين , والعجيب في الأمر حين يدرك أصحاب تلك الآراء والطروحات أنها غير مؤثرة في ذات الحدث، فلا يمكن لمشجعي نادي معين تغيير نتائج المباريات بالمجادلة..! ولا يمكن للمتحدثين عن الأوضاع السياسية في منطقه ما إصلاحها لكونهم غير مؤثرين فيها ولا يملكون القدرة لذلك، هنا تتضح لنا دائرة الاهتمامات العامة حيث أنها هي المحيطة باهتماماتنا التي لا نؤثر عليها. 

أما في الدائرة الثانية وهي دائرة الاهتمامات الخاصة التي تدور نحوها اهتماماتنا تجاه مجريات أمورنا الخاصة على مستوى أعمالنا و عائلتنا و أنفسنا، من خلال إطلاق طاقتنا و توجيهها نحو مجتمعاتنا القريب مما يحدث تطوراً فيها ويجعلها أكثر تألقاً ونجاحاً، كالمعلم الذي يبحث عن اجدد تقنيات التدريس أو كالمصمم الذي يسعى لمواكبة أحدث طرق التصاميم و الإخراج أو كذاك الأب المهتم بشأن عائلته ويضخ وقته لتثقيفهم وتعليمهم ما لا يتعلمونه في الصروح التعليمية فينبثق لدينا جيل ينقل مجتمعنا لمصاف المجتمعات الناجحة السليمة.

 لا أُبالغ حين أقول أن عدم توجيه بوصلة الاهتمام لاتجاهها الصحيح وهو الاهتمامات الخاصة إسراف..! بل هو فعلاً إسراف في الوقت والطاقة في موضوعات غير مجدية ومفيدة، فيتوجب علينا جميعاً معرفه أين نتواجد بين تلك الدائرتين .       

سعد السيف

إعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA