العوامل المؤثرة على أفكارنا

تختلف وتتنوع وجهات النظر تجاه الأحداث والموضوعات الرائجة في أوساط المجتمع، ويرجع هذا الاختلاف لانفراد الكثير بتجاربهم وخبراتهم المتراكمة الخاصة والتي تعكس وجهة النظر تلك؛ لذلك قد نجد من هم يعملون في مجال واحد يحملون رأي واحد مشابه في بعض ما يخص المجال الذي يعملون فيه.

وليس شرطاً أن الخبرات والتجارب هي من تكون الآراء، فربما توجد آراء وأطروحات مثيرة للاهتمام وجديرة بأن يتبناها الشخص لنفسه تجاه تلك الأحداث؛ حين يكون الطرح المتبنى انطلق من أشخاص ذو مكانة علمية تمكنهم من فهم الأحداث واستيعابها والنظر لها من زوايا أخرى أو من شخصيات مهمة ذات مناصب قيادية أو مكانة مجتمعية مما يحتم على المتلقي الاقتناع برأيهم لعلمهم مقارنة بغيرهم، هنا يتبين لنا أن الرأي ليس مجرد ظن أو توهم أو أنه مجرد كلام عابر، بل هو شيء يصنع أثراً في الناس فيقتنعوا به ويتبنوه ويعملوا له.

لذلك قبل أن تبدأ بطرح الآراء لابد من أن تمر بعدة مراحل يتم فيها تنقيح الفكرة والرأي حولها خصوصاً إذا كانت تلك الموضوعات تمس الدول والمجتمعات أو تتعلق بالدين والعقيدة، إذ يتم وضع تلك المراحل وبناء ذلك الممر وفقاً لجوانب مختلفة وخطوطاً حمراء تتنوع بين كل فرد وآخر وفقاً لما يعتقده وكما أشير سابقاً لما يحملوه من خبرات وتجارب ولكن التريث وعدم العجلة في طرح الآراء كفيل بأن يصفي الذهن وينقح الفكرة، حيث أن الفكرة ستعيش وقتاً أطول في المخيلة مما يتسنى لها مواكبة الظروف الواقعية المحيطة والتي ستمكن من قياسها بين الحين والآخر وبالتالي تتكون وتنشأ بشكلها الصحيح الذي سيجعلها جاهزة للطرح والتعرض للنقد والدراسة والأخذ والرد، ومن المحاسن في التريث والصبر هو قابلية تمحور الفكرة وتغير الرأي مع تغير النتائج وإثبات الحقائق وانكشاف الخفايا لتبدو أكثر وضوحاً؛ فحين أحكم على أمر بشكل سريع واستباقي يتحتم علي أن أكون مخلصاً للفكرة التي طرحتها مدافعاً عنها  فلو رجعنا لما قاله بعض معارضي دور السينما وعرض الأفلام في  وطننا الغالي المملكة العربية السعودية لوجدناهم خسروا الفكرة التي كانوا يدافعون عهنا لآخر رمق، ليس بقوة المشرع في تشريع السنيما بل لعدم حدوث تلك المفاسد التي تحدثوا عنها؛  وللإقبال الكبير من الكثير من الأسر لدرجة أنه يستحيل أحياناً بأن تجد مقعداً في مواعيد معينة في بعض مناطق المملكة فلو تم قياس تلك الأفكار وتحديد أسباب الرفض بناءًا على واقع المملكة الاجتماعي والثقافي لما وجدوا أسباباً تمنع ذلك فقط بل لباتوا مدافعين عن فكرة إدخال السينما.

سعد مساعد السيف      

قسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA