مساهمة الإعلانات التجارية في التعليم لتعديل سلوك زبون المستقبل

 

تعتبر الإعلانات التجارية في وقتنا الحاضر سوق رائجة وذات نفع اقتصادي و مورد أصبحت تعتمد عليه معظم الشركات والمؤسسات، إلا أن الخبراء التربويين يؤكدون أن مجال التربية لا يسمح بدخول الإعلانات التجارية للمؤسسات التربوية ، حيث أن تلك المؤسسات التربوية قائمة على تربية النشء على القيم والمبادئ التي قد تؤثر عليها الإعلانات التجارية وقد يتم استغلالها لأهداف غير تربوية على حسب منظور خبراء التربية ، وبالمقابل نجد  الشركات والمؤسسات التجارية تتهافت بكثرة لسوق الإعلانات للفئة العمرية الصغيرة التي غالبًا ماتكون في مراحل التعليم العام ، لأن تلك الفئة العمرية تعتبر بالنسبة للشركات والمؤسسات التجارية زبون المستقبل حيث أنهم لم يحددوا خياراتهم ورغباتهم  في المنتجات بعكس الفئة العمرية التي ربما حسمت خياراتهم ورغباتهم وقد لا تؤثر عليهم تلك الإعلانات بشكل كبير و كون المدرسة أصبحت جزء من المجتمع ، ينبغي أن لا نغفل عن تأثير التقنية الحديثة سواء على المدرسة والمجتمع ،وأن الإعلانات التجارية أصبحت سمة بارزة في كل مجالات الحياة و خصوصًا على فئة صغار العمر طلاب المدراس والتي تؤثر على سلوكهم سواءً بشكل إيجابي أو سلبي، لذلك استثمار الإعلانات وفق معايير تحدد من قبل خبراء وصناع التربية لغرس القيم والاتجاهات والسلوك الإيجابي ، سوف ينعكس على المجتمع والبيئة المدرسية بالنفع ، وكذلك سوف تكون أحد الموارد المالية التي ترفع من ميزانية المدارس .

ولنفترض إحدى شركات الألبان الكبرى قدمت عقود رعاية للمؤسسات التعليمية مقابل إعلانات تحدد وفق معايير وشروط تتضمن غرس قيمة أو سلوك إيجابي ، حتمًا سوف ينعكس على سلوكهم بالتأثير الإيجابي، لذلك الإعلانات التجارية قد تساهم في تنمية الاتجاهات  والسلوك الإيجابي للطلاب ( زبون المستقبل) ، إذا ما تم وضع لها معايير و ضوابط تنظمها ، وكذلك تعتبر أحد البدائل الهامة التمويلية للمؤسسات التربوية.

 

عبدالله حمود الرويشد

طالب دكتوراه قسم الإدارة التربوية

كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA