تعقيب على موضوع الفنون الصخرية مرآة الماضي..

 

 

أُثني على ما احتواه العدد 1428 بتاريخ 24 شعبان 1443 من موضوعات وأخبار متعددة ومتنوعة، وخاصة تلك التي تناولت موضوع الفن الصخرية، وهو أحد اهتماماتي البحثية وهو أيضاً مادة مقررة بقسم الآثار وموضوع يدرسه العديد من طلاب وطالبات الدراسات العليا بالقسم وأشرف عليهم عدد من أساتذة القسم.

لقد تضمن العدد في ص5 عرضاً لنتائج دراسة علمية منشورة في مجلة Archaeological Sciences وعنوانها: «25% من الأعمال الفنية على الصخور ما قبل التاريخ رسمها أطفال»، وفي الواقع أن المقال يتحدث تحديداً عن طبعات الأيدي الملونة القديمة في بعض المواقع الأثرية بأوروبا وليس عن الفن الصخري عموماً بحسب ما يوحي به العنوان. وقد خلصت تلك الدراسة لهذه النتيجة بناءً على قياس حجم الأيدي المطبوعة بالألوان على الصخور، وقد أمكن حصر 25% من الطبعات بأن مقاسها يُماثل مقاس أيدي أطفال و 75% منها تعود لأيدي بالغين.

وأما في ص8، حيث أجرت الصحيفة حواراً ماتعاً وثرياً مع الأخ العزيز والزميل القدير د. بدر الفقير من قسم الجغرافيا بكلية الآداب حول الفن الصخري وجهوده في هذا المجال، ولعل ما لفت نظري العنوان العريض: «اختراع العرب للبندقية واكتشاف المقذوفات النارية»، وما تضمنه الحوار من حديث حول أهم الاكتشافات في ميدان الرسوم الصخرية، وخاصة عبارة: «تصنيع البندقية وإطلاق المقذوفات النارية منها بتاريخ يعود إلى ما قبل الميلاد»، والتي ربما كان هناك خطأ طباعي أدى لظهور الصياغة بهذا الشكل. 

ولعلي كمختص أُدلي بدلوي حول هذا الموضوع وأوكد على أن الفن الصخري هو ممارسة عرفها الانسان منذ فترة ما قبل التاريخ وتعود لعشرات آلاف السنين واستمرت حتى يومنا الحاضر، وأما أشكال الأسلحة النارية المنحوتة على الصخور فهي نتاج ممارسات فنية متأخرة زمنياً، والتي ارتبطت باستيراد الأسلحة النارية للجزيرة العربية في القرنين الماضيين؛ وأما ما نراه من أشكال لبنادق منحوتة على بعض الصخور فهو يمثل توثيق أبناء الجزيرة العربية لممارساتهم اليومية. 

والشيء بالشيء يذكر، فهناك أيضاً العديد من الأعمال الفنية المُماثلة والمُنفذة على الصخور، ومنها نحت أشكال مختلفة من السيارات التي يعود بعضها لمنتصف القرن الميلادي الماضي، والمعروفة شعبياً بالسيارات «البلكاش» ولا يعني ذلك بالطبع أن هذه الأعمال الفنية قديمة جداً. 

هذا ما وددت إيضاحه والمشاركة به في صحيفتنا الغراء «رسالة الجامعة» وحرصاً مني على دعم كل ما يفيد ويُثري في مجال تخصصي واهتماماتي العلمية.

د. عبد الله بن محمد الشارخ

قسم الآثار

كلية السياحة والآثار

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA