دراسة تقييم الأثر البيئي .... كأداة للتنمية المستدمة

عمرانيات

 

 

كثيراً ما يتردد مصطلح دراسة «تقييم الأثر البيئي» (EIA) في المجال العمراني، وقد يتساءل البعض عن: ما هي أهمية إجراء هذه الدراسة، فائدتها ومجال عملها؟ ببساطة تضع هذه الدراسة أمام متخذي القرار «إمكانية تنفيذ المشروع من عدمه»، وذلك في ضوء الأضرار المتوقعة من تنفيذ المشروع، سواء كانت أضرارًا تمس البيئة الطبيعية أو الإنسانية أو النظم الحيوية القائمة في النطاق الحيوي للمشروع.

وتختص دراسة تقييم الآثار البيئية  بفحص الآثار الغير متعمدة التي تنتج عن المشروعات وبرامج التنمية بهدف تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات، والأمر بعيد المدى هو إحداث تنمية مستدامة (متواصلة) تفي باحتياجات الحاضر دون الانتقاص من قدرة الاجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، ومن مهام هذه الدراسة اقتراح الحلول والبدائل والتقنيات التي تخفف من الآثار السلبية على الإنسان والمكان والبيئة الإيكولوجية المحيطة والوصول بها إلى الحدود المقبولة، بالتالي فهذه الدراسة تساهم بشكل عملي في دعم الاستدامة وجودة الحياة بالمدن بل تعتبر إحدى الأدوات الرئيسة التي يمكن الاعتماد عليها في تحقيق الاستدامة.

وبوجه عام تعتمد تقييم الأثر البيئي في خطواتها على 4 ركائز، أولها: إجراء تحليل عمراني شامل لكافة الجوانب التخطيطية والتصميمية ومدى تحقيقها للمعايير القياسية، ثانياً: تحليل شامل لكافة الجوانب البيئية والإيكولوجية القائمة، ثالثاً: توقع التأثيرات الإيجابية لتعزيزها، وتلك السلبية للتعامل معها وتأثيراتها المختلفة (مباشرة وغير مباشرة)، رابعًا: وضع الخطط والبرامج للمتابعة المراقبة والرصد البيئي لضمان استمرارية كفاءة التطبيق والتشغيل.

وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة والاهتمام العالمي بتطويرها، فإن تطبيقاتها مازالت محدودة، وهناك حاجة لتفعيلها في ضوء المعايير التي حددتها الأمم المتحدة ومرفق البيئية العالمي للمدن المستدامة، وكذلك الضوابط التي وضعتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة السعودية، والأجهزة الحكومية الأخرى، وأيضاً ما ورد من دراسات في مجلس التعاون الخليجي.

الخلاصة: تحتاج دراسة تقييم الأثر البيئي إلى بحث أطر تفعيلها وتقنينها بشكل أكثر كفاءة، نظراً لأهميتها في الحفاظ على البيئة واستدامتها، وبخاصة خلال مرحلتي (التنفيذ والتشغيل)، وتكتسب هذه الدراسة أهميتها في المملكة السعودية في إطار ما تشهده من مشروعات وطنية كبرى وتوجهات تنموية طموحة ورؤى مستقبلية رشيدة... ومطلوب أن ترتقي هذه المشروعات إلى مستويات عليا من الرفاهية وجودة الحياة بإذن الله.

أ.د. أسامة سعد خليل

أستاذ التخطيط العمراني والإقليمي

كلية العمارة والتخطيط-

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA