لهذه العبارة قصة يروى فيها أنهُ عندما كان هناك مجموعة أصحاب يسيرون في عمق صحراء قاحلة يخففون أعباء السفر على بعضهم من خلال تقسيمهم للمهام والمسؤوليات، قال عبارة «أمر الله شق القربة» الرجل المسؤول عن مهمة حمل قربة الماء بعد ما تعثر ووقعت منه القربة على صخرة حادة وانشقت فتسرب الماء منها بغير قصد.
فهذه العبارة تعبر عن قدر الله كونه أمراً واقع؛ أي لا مفر منه، أو عندما يحاول قائلها تخفيف حدة إحساسه بخيبة الأمل أو تأنيب الضمير تجاه الخسارة التي حدثت، كون أن انشقاق قربة الماء في الصحراء أمر سيء للغاية قد يؤدي الي الهلاك.
في حالة أخرى تتحول من عبارة لتخفيف الألم إلى عبارة تعطل صاحبها عن العمل والمثابرة وتكون كنوع من المسوفات التي تمنع التقدم او إيجاد الحلول، لا أعني العبارة تحديداً لكن أمثلها بالحالة التي تلازم الشخص عندما تحيط به دائرة الراحة، يتخلى عن الطموح ويتخلى عنه الشغف ويبات في سبات يتناول فيه مسكنات من نوعية هذه العبارة ويردد «نصيب» «نصيب», فيسلم أمره للقدر بحيث لا يسعى للتقدم أو يمضي للأمام فيقول أن ما هو عليه قدر لا يمكنه تغييره أو إحداث تطوراً فيه؛ فكل شيء مكتوب ومقدر.
في مظهر آخر نجد البعض يبذل قصارى جهده للتعامل مع المواقف الحرجة يبدأ بالبحث عن السبل والطرق المختلفة؛ ساعياً لخلق الحلول والفرص، فهذا النوع من الشخصيات نراهم في محاولة دائمة للوصول للقمة حتى في ظروف صعبة أو حتى في خيارات لا يفضلونها ولا يرغبوا أن يكونوا فيها، معتقدين بأن القدر يمثل الخيار الذي وجدهم وبالتالي ليس شرطاً أن يجدوا أنفسهم فيه، ويؤمنون بأن النتائج النهائية لا علاقة لها بنصيبهم بل هي بقدر سعيهم نحوها.
هناك خياران أحدهما غير مرغوب به تماماً، بعد محاولتك لعدم حدوثه إلا أن محاولتك باءت بالفشل ووقع هذا الخيار غير المفضل فعلاً، لا تيأس وتكف عن المحاولة والسعي لكن ليس رغبة لإزالته، بل طموحاً لتحقيق أفضل النتائج والمخرجات منه ويتحول من كونه تحدي إلى فرصة يمكنك انتهازها، ختاماً إن لم تجد نفسك في حلمك فاجعل الشغف والطموح أدوات لصناعته.
سعد السيف
إعلام
إضافة تعليق جديد