العصب المبهم.. مفتاح لعلاج شامل

 

يعد الجهاز العصبي البشري نظاماً معقداً من الأعصاب والخلايا العصبية المتصلة في جميع أنحاء الجسم، ومن هذه الأعصاب العصب المبهم (الحائر)، الذي يقوم بنقل الإشارات الحسية والحركية من الجهاز العصبي إلى كل الأعضاء الواقعة بين الدماغ والجهاز الهضمي، وقد سُمي بهذا الاسم لأنه العصب الوحيد الذي ينشأ في الدماغ وينتهي بعيداً في الجهاز الهضمي، حيث يتجول في جميع أنحاء الجسم ويرسل الألياف الحسية من الدماغ إلى الأعضاء المختلفة، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

العصب المبهم هو العصب الرئيسي في الجهاز العصبي الذي يساعدنا على الراحة والهضم والهدوء، وتمتد ألياف هذا العصب من الدماغ مروراً بالصدر وصولاً إلى البطن، وقد أكد الباحثون أن تحفيزه باستخدام الأقطاب الكهربائية يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف الأعراض لدى الذين يعانون من الاكتئاب وبعض الأمراض الأخرى.

يصف الدكتور كيفن جيه تريسي، جراح الأعصاب ورئيس معاهد فينشتاين للبحث الطبي ومركز أبحاث نورثويل هيلث في نيويورك، «العصب المبهم» بأنه الأطول بين الأعصاب، وأنه مكون من آلاف الألياف المنظمة في حزمتين تمتدان من الدماغ إلى الأسفل على جانبي الرقبة إلى الصدر، وتتفرع إلى الخارج لتلمس أعضاءنا الداخلية، مشبهاً ذلك بشجرة تتفاعل أغصانها مع كل عضو في الجسم تقريباً، وأوضح أن العصب المبهم يلتقط معلومات حول كيفية عمل الأعضاء ويرسل إشارات من الدماغ إلى الجسم، ما يساعد على التحكم في الهضم ومعدل ضربات القلب والصوت والمزاج والجهاز المناعي. لهذه الأسباب، يُشار أحياناً إلى العصب المبهم بأنه «طريق سريع للمعلومات»، واكتشف الباحثون أن أحد الآثار الجانبية لتنشيط هذا العصب هو تحسين الحالة المزاجية، ويدرسون اليوم كيف يمكن للعصب المبهم أن يؤثر في الاضطرابات النفسية.

قال إريك بورجيس، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس الإكلينيكي والصحي في جامعة فلوريدا الذي يدرس العصب المبهم: «يمكن أن يبدو الأمر نوعاً من السحر بسبب تأثيره في كل الأشياء ولا يزال هناك الكثير لنتعلمه حول كيفية عمله. تشير الدلائل إلى أن تحفيز العصب المبهم يمكن أن يساعد في علاج الأشخاص المصابين بالصرع والسكري والاكتئاب المقاوم للعلاج واضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى أمراض المناعة الذاتية الالتهابية مثل مرض كرون أو التهاب المفاصل الروماتويدي». ولفت إلى أن هناك بعض الأبحاث الأولية التي تشير إلى أن أعراض كوفيد الطويلة يمكن أن تنشأ من تأثير الفيروس على العصب المبهم.

وكانت إدارة الغذاء والدواء قد وافقت على أجهزة توليد النبض القابلة للزرع، التي ترسل إشارات كهربائية إلى العصب المبهم، لاستخدامها مع المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج، كما تمت الموافقة على أجهزة مماثلة للسمنة (للمساعدة في السيطرة على مشاعر الجوع والامتلاء)، وعلاج الصرع.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA