أدوات تحليل البيانات الضخمة على منصات التواصل الاجتماعي

 

تختلف الأدوات التحليلية لبيانات الوسائط الاجتماعية اختلافًا كبيرًا عن وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية والأساليب العلمية التحليلية، وما ستتم مناقشته في هذا المقال الأنواع التالية من تحليل البيانات:

ـ التحليل الزمني الاتجاه (Trend): يهدف هذا النوع من تحليل البيانات إلى مراقبة تحول اتجاه متغيرات بيانات وسائل التواصل الاجتماعي في فترة معينة، وفقًا للتسلسل الزمني باستخدام الوقت والأبعاد الأخرى كمواد للتحليل، فعلى سبيل المثال قد يلاحظ الباحثون مدى قلق مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خلال حدث كارثي من خلال الرجوع إلى عدد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو تصدر منشورات معينة، ويمكن استخدام  التحليل الزمني أيضا للتنبؤ بالاتجاه أو النمط حيال أي مشكلة أو موقف أو حدث  ما.

ـ التحليل الشبكي(net work ): يستخدم التحليل الشبكي البيانات  التي تنتجها منصة التواصل الاجتماعي، والهدف الرئيسي هو مراقبة السياق أو النمط الشبكي بين مستخدمي  المنصة، فعلى سبيل المثال  عندما يعيد مستخدمو Twitter تغريد منشور مستخدم آخر يتم نشر حساب هذا المستخدم على المنصة، ويتعلق هذا النوع من السجلات الشبكية بوجود مستخدمين  اثنين أو طرفي اتصال اثنين، ويمكن اعتباره بمثابة عقدة ورابط بين هذين الطرفين، ويمكن تحليل نوع البيانات أعلاه من خلال  الترميز، من أجل تمثيل العلاقة الاجتماعية بين أولئك الذين ينشرون وهؤلاء الذين يتلقون المنشورات، وفي هذا النوع من التحليل  يتم التمييز بين أربعة أنواع من الشبكات الاجتماعية عند وقوع حدث ما:(1)  تصنيف المستخدمين وفقًا لمواقع المنشورات.(2)  الرجوع إلى المنشورات قبل الحدث وأثناءه  وبعده.(3)  الإشارة إلى البيانات ذات الصلة التي أنشأها مؤلفو المنشورات/ معيدو المنشورات(4) اعتبار مؤلفي المنشورات/ معيدو المنشورات كعُقد  أساسية في الشبكة، حيث يتم بناء التحليل العلائقي تبعا لهذه الأنواع الأربعة.

ـ التحليل العددي/ النوعي: يُعْنى هذا التحليل بالعلاقة بين البيانات الثنائية أو متعددة الأبعاد، وعادة ما يأخذ هذا النوع من التحليل في الاعتبار مجموعتين من أبعاد البيانات كمتغيرات ويقوم بتحليلها من خلال الأدوات الإحصائية (مثلSPSS ) ، ويمكن أن يكون بُعد البيانات إما بيانات رقمية(كمية) أو بيانات نوعية، إذ يقوم الباحثون بتوضيح العلاقة بين أبعاد البيانات من خلال النتائج الإحصائية.

ـ تحليل النص: يتم تحليل النص لوسائل الإعلام التقليدية عندما يقوم الباحثون ببناء الفئات باعتبار الإنسان كمبرمج والصفحة أو المقالة الفردية كعينة للتحليل، وغالبًا ما يسمى هذا النوع من التحليل بتحليل المحتوى، ولكن حجم بيانات وسائل التواصل الاجتماعي ضخم لدرجة أن التحليل الاصطناعي  للنص باستخدام الحاسوب يواجه صعوبة في التعامل معها، وفي الآونة الأخيرة قام علماء البيانات  بتحليل النص من خلال البرمجة  اللغوية العصبية(NLP)، والذي يعامل  كل كلمة كوحدة أساسية، ثم يخضعها للتحليل الإحصائي من خلال التقسيم وإزالة البادئات واللواحق وصولا إلى جذر الكلمة وتحديد المعنى الصحيح لها ضمن سياق الجملة.

ـ تحليل المشاعر: يمكن اعتبار تحليل المشاعر نوعًا خاصا من تحليل النص، حيث يختار الباحثون المفردات المستهدفة  من النص ويقارنونها  مع السمات العاطفية المشتركة للحكم على ما إذا كان للنص دلائل على المشاعر الإيجابية أم السلبية ، وفي تحليل المشاعر الاصطناعي أو الآلي تتم تجزئة الكلمات أولا، ثم تصنف إلى فئات (إيجابية/سلبية)  حسب المشاعر (ضمن قاموس سابق الإعداد) وهي: مجموع  المفردات المصنفة حسب الخصائص العاطفية أو عن طريق تطبيق أساليب التعلم  الآلي، ويمكن لتحليل المشاعر من خلال الإحصاء والتكامل توقع التصرف العاطفي للنص، وبهذا يمكن استخدام تحليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي؛ لقياس الآراء العامة والتنبؤ بثقة المستخدم. ختاماً لا بد من الإشارة إلى أن الأنواع المستقبلية من تحليل البيانات ستتنوع بشكل متزايد، وذلك مع تنوع وتطور تكنولوجيا علوم المعلومات وطرق البحث والتصنيف والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.

د. الجوهرة المطيري

قسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA