جدري القردة كيف ؟ ولماذا ؟

رسالة الجامعة تسلط الضوء ..

 

 

 

 

 

 

 

 د الشهراني : فترة الغزو (تدوم بين صفر يوم وخمسة أيام)

 

 

 

د الشهراني : للوقاية أنصح بالبعد عما يخالف التعاليم الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات غير الشرعية

 

 

 

 

على مدى ما يقارب العامين عاش العالم تجربة قاسية ومريرة جدًا؛ بسبب تفشي فيروس كورونا الذي حصد العديد من الأرواح، وأوقف عجلة التنمية في عديد من دول العالم، وما إن بدأ الفيروس بالانحسار، وبدأت الدول في التعافي من آثار هذه الجائحة حتى باغتنا فيروس آخر لا يقل خطرًا عن سابقه، لقد بدأ (جدري القردة) يضرب العالم ! فما هو ؟ وما أعراضه ؟ وكيف ينتقل ؟  

 

وللإجابة عن هذه التساؤلات استضافت صحيفة رسالة الجامعة الدكتورة فاطمة بنت سعد الشهراني مدير إدارة مكافحة العدوى والوقاية من الأمراض المعدية بالمدينة الجامعية.

 

 

ما المقصود بجدري القردة؟

 

 

جدري القردة مرض فيروسي حيواني المنشأ (أي انتقل في بداية نشأته من الحيوانات إلى البشر) وبدأ انتشاره بشكل رئيسي في وسط  إفريقيا وغربها، غالبًا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وبدأ ظهوره يتزايد في المناطق الحضرية. وتشمل الحيوانات المضيفة له مجموعة من القوارض والرئيسيات غير البشرية ،وهذا المرض شبيه في أعراضه بأعراض شوهدت في الماضي  لدى مرضى الجدري، لقد  تم استئصال الجدري في عام 1980، وبذلك توقف التطعيم ضد الجدري، ثم  تفاجأ العالم أجمع بظهور جدري القردة الذي يرد بوصفه  أخطر فيروس من فصيلة الفيروسة الجدرية .

 

 

التعريف العلمي :

 

وقالت د. الشهراني:  إنه بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية للمرض يعتبر جدري القردة فيروس بحمض نووي مزدوج مغلف ينتمي إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري. وقد حُدّدت منه زمرتان متمايزتان هما  زمرة غرب أفريقيا، وزمرة حوض الكونغو، التي تُعرف أيضاً بزمرة أفريقيا الوسطى. وتسبب زمرة حوض الكونغو تقليدياً مرضاً أكثر وخامة ويُعتقد أن عدواها أشد قابلية للانتقال. وقد تركز التقسيم الجغرافي بين زمرتي الفيروس حتى الآن في الكاميرون - البلد الوحيد الذي اكتُشفت فيها كلتا الزمرتين.

 

 

 

 

الظهور الأول لجدري القردة

 

 

وذكرت د.الشهراني أن أول حالة جدري قردة ظهرت بين البشر  عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات. وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن ظهور معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات المطيرة الواقعة في حوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وتزايد الإبلاغ عن حالات الإصابة البشرية في جميع أنحاء وسط أفريقيا وغربها، ومنذ عام 1970، أُبلغ عن حالات إصابة بشرية بجدري القردة في 11 بلدًا أفريقيًا.

 

 

وأضافت د. الشهراني أن أول حالات التفشي خارج القارة الأفريقية كانت في أمريكا عام 2003 ووصلت بعدها إلى سبعين حالة، وارتبط التفشي حينها بالاختلاط مع الحيوانات. وما بين عام  2018 إلى عام 2022 ظهرت حالات في إسرائيل وبريطانيا، ثم أخذت تنتشر في أنحاء أخرى من العالم  بداية من مايو 2022 ، ولعل اللافت للنظر هو ظهور حالات غير مرتبطة بالسفر إلى الأماكن الموبوءة والتي عُرف انتشار المرض فيها، مما استدعى انتباه العلماء والأطباء، وبدأت حملات التوعية للوقاية من هذا المرض.

 

 

أعراضه وطرق انتقاله

 

 

 

وأوضحت د. الشهراني أن فترة حضانته (الفاصل الزمني من الإصابة إلى ظهور الأعراض) من 6 أيام إلى 13 يومًا، وقد تستغرق في بعض الحالات من 5 أيام إلى 21 يومًا.

 

ويمكن تقسيم العدوى إلى فترتين:

 

*فترة الغزو (تدوم بين صفر يوم و5 أيام)، وتتّسم بالحمى والصداع المبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة). ويعدّ تضخم العقد اللمفاوية سمة مميزة لجدري القردة مقارنة بالأمراض الأخرى التي قد تبدو في البداية مشابهة له (الجدري المائي والحصبة والجدري).

 

 

 

*فترة ظهور الطفح الجلدي التي تبدأ عادة في غضون يوم واحد إلى 3 أيام من ظهور الحمى. ويتركز الطفح الجلدي غالباً على الوجه والأطراف وليس على الجذع. فهو يصيب الوجه (في 95 في المائة من الحالات)، وراحتَي اليدين وباطن القدمين (في 75 في المائة من الحالات). كما تتأثر الأغشية المخاطية للفم (في 70 في المائة من الحالات)، والأعضاء التناسلية (30 في المائة)، والملتحمة (20 في المائة)، وكذلك القرنية. ويتطور الطفح الجلدي تدريجيًا من بقع (آفات ذات قاعدة مسطحة) إلى حطاطات (آفات صلبة ناتئة قليلاً)، ثم حويصلات (آفات مليئة بسائل شفاف)، فبثور (آفات مليئة بسائل يميل إلى الصفرة)، قبل أن تتحول إلى قشور تجف وتتساقط، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تلتحم الآفات حتى تنسلخ أجزاء كبيرة من الجلد.

 

 

وعادة ما تزول أعراض مرض جدري القردة من تلقاء ذاتها بعد فترة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وتشيع الحالات الشديدة في الأطفال، والنساء الحوامل، والمرضى، وممن يعانون من ضعف المناعة.

 

 

أما عن طريقة انتقاله فيمكن أن تنتقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان (مرض حيواني المنشأ كما ذكرنا سابقًا) عن طريق المخالطة المباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه، أو سوائلها الجسدية، أو آفاتها الجلدية، أو إفرازاتها المخاطية.

 

ولا تنتقل العدوى عن طريق الحيوانات فحسب، إذ يمكن أن ينتج انتقال العدوى من إنسان إلى آخر عن المخالطة الوثيقة بإفرازات الجهاز التنفسي، أو الآفات الجلدية لشخص مصاب، أو الأسطح الملوثة حديثًا. وعادةً ما يتطلب انتقال العدوى عبر القطيرات التنفسية اتصالًا طويلًا وجهاً لوجه، مما يجعل العاملين الصحيين وأفراد الأسرة وغيرهم من الأشخاص المخالطين للحالات النشطة أشدّ عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.

 

واختتمت د. الشهراني : «كما هو معروف دائمًا تعد الوقاية خير من العلاج، والنصائح العامة التي ننصح بها للوقاية من هذا المرض هي اتباع تعاليم الإسلام بالنظافة وغسل الأيدي، والبعد عما يخالف التعاليم الإسلامية فيما يتصل بالعلاقات غير الشرعية التي قد تؤدي إلى هذا المرض وغيره من الأمراض التي قد تنتقل عن طريق ممارسة العلاقات غير الشرعية، وأخيرًا وليس آخرًا نسأل الله للجميع السلامة والصحة في الحل والترحال».

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA